شوه الأمين العام ل» حزب الله « السيد حسن نصرالله، صورة المقاومة في عيدها. وكان السيد وصف الأحداث التي تجري في سورية باعتبارها مؤامرة أميركية صهيونية لإجبار دمشق على السير في مشروع الاستسلام، والهيمنة الأميركية على المنطقة، وتجاهل الحديث عن استهداف الأمن السوري للمدنيين العزّل. فجاء كلامه عن المقاومة متناقضاً مع ابسط مبادئها، وهو الدفاع عن حقوق الناس والحفاظ على أرواحهم، وصون كرامتهم. أي مقاومة هذه التي تجيز قتل المدنيين والأبرياء. ليت الأمين العام للحزب تجنّب الحديث عما يجري في سورية، كما فعل خالد مشعل في حواره مع قناة «الجزيرة»، رغم ان تجاهل ما يجري سقطة كبيرة، لكنه أهون من اعتبار مطالبة السوريين بحقوقهم مؤامرة صهيونية. خطاب السيد حسن نصرالله، أجاب عن سؤال يتردد هذه الأيام عن مدى تأثير ما يجري في سورية على الوضع في لبنان. فجاء الرد على هذا السؤال أسرع مما توقع الجميع. صمت «حزب الله» والقوى المتحالفة معه عن مسلسل القتل والاعتقال السياسي بحق المدنيين في مدن سورية، كشف التأثير الكبير الذي أحدثته مسيرات الشعب السوري في موقع قوى «8 آذار» على الساحتين اللبنانية والعربية. فالمقاومة اللبنانية لم تعد رمزاً للحرية والكرامة، وهذا سينعكس على قوة ما يسمى «المعارضة» في لبنان. ولعل استبدال حرق صور السيد حسن نصرالله في بعض المدن السورية، برفع صورته وأعلام حزبه، خير دليل على أن المكانة المعنوية ل «حزب الله» سقطت، ولم يعد يمثل الصورة التي رسمها لنفسه خلال السنوات الماضية. لا شك في ان ما يجري في العالم العربي اليوم وضع احزاباً في امتحان عسير. فاكتشفنا أن الاستبداد، وتزييف الشعارات ليسا حكراً على الأنظمة، بل امتدا الى حركات نشأت على خطها وفي كنفها. فذكّرنا تهاونها بموقف بعض الفصائل الفلسطينية حين وقف مع احتلال الكويت. الأكيد ان العالم العربي لن يتغيّر بزوال أنظمة مارست القمع فحسب، ولا بد من زوال حركات قامت على شعارات اتضح أنها أكثر وطأة من القمع ذاته. فمعظم حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وقف مع الظلم أو سكت عنه، لذلك تجب معاودة النظر في دعمه والتعامل معه. يُخشى أن يُرفع شعار «الشعب يريد إسقاط المقاومة».