«مكتبة الموتى» مجموعة قصصية للشاعر السوري المقيم في الولاياتالمتحدة فادي سعد صدرت عن الدار العربية للعلوم- ناشرون. المجموعة هي التجربة السردية الأولى للكاتب بعد ثلاث مجموعات شعرية سابقة. تحتوي المجموعة على ثلاث عشرة قصة قصيرة كُتِبَت بين عام 2011، سنة بداية الثورة السورية، وعام 2017. كُتِبت القصص على إيقاع الحدث السوري التاريخي الذي عصف بسوريا، محاولةً الإضاءة على جوانب معتمة ومنسيّة من تفاصيل المأساة السورية. تستقي القصص مادتها من الواقع وتستعين بالخيال في توليفة تسعى إلى أرشفة ذاكرة الألم السوري والبحث عن استشرافات المستقبل. يكتب سعد في بداية المجموعة: «أغلب قصص هذه المجموعة تستلهم موضوعها وشخصياتها من أحداث حقيقية حدثت في سوريا بين العامين 2011 و2017». لوحة غلاف المجموعة للفنان التشكيلي السوري تمام عزام بعنوان: «المكان». ومن جو القصص: «نحن لا نموت إذا عُرِفَتْ حكايتنا، الموت الحقيقي هو أن ترحل وحيداً، فكّر في نفسه. عندما قُتِل أثناء نشاطه في الثورة، عرف الجميع بموته. نعوه وكتبوا عنه مراثي جميلة. عدّدوا مناقبه ومساهماته المهمة. أصبح بطلاً في عيون البعض. لذلك هو لم يمتْ فعلاً في المرّة الأولى. لكنه الآن، حبيس في هذا القبو، لا يستطيع الحراك. حبيس مع هذه الأصوات التي لن تغادره إلى الأبد. الموت الحقيقي هو عندما لا يهتم أحد بموتك، عندما لا يعرف أحدٌ به. هو الآن أقرب إلى موته. الآن فهم لماذا بعثوه إلى هنا. ففي هذه المكتبة لن تموت قصّة الثورة، لكن هذه المكتبة تحتاج أيضاً إلى شهداء. الثورة ستعيش بأفكارها ومبادئها وحكاياتها. ستعيش بشخوصها المنسيّين الذين أعادتْ هذه المكتبة الحياة إليهم. ستستمر بهذه الأصوات التي ستظل صادحةً في هواء هذا العالم. بسبب هذه المكتبة، سيستمر الأمل. بعثوه إلى هنا كي يساهم بما لديه في كتابة قصّة الثورة ويستشهد ثانية. لا بدّ أنهم كانوا يعلمون، يوم قرّروا إرساله، فضوله الشديد، وأنه سينزل إلى هذا القبو لا محالة. القبو الذي لن يستطيع الخروج منه. ولكنْ كان لا بدّ أن يرسلوه. لا بأس. الآن فهم كلّ شيء، وبات مقتنعاً بمصيره هذا».