أكدت «شركة بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك) عزمها التوسع في أسواق الصين وآسيا، إذ تشير التوقعات إلى أن الطلب على المنتجات البتروكيماوية والبلاستيكية، التي تشمل المكونات المستخدمة في صناعة السيارات والأنابيب والمواد العازلة، سيتضاعف في قارة آسيا بحلول عام 2040. وتعدّ الصين أكبر سوق لصادرات «بروج»، المشروع المشترك بين «أدنوك» و»بورياليس» النمساوية، التي تصدّر 1.2 مليون طن سنوياً من «بولي أوليفينات» إلى الصين، ما يعادل ثلث مبيعاتها العالمية. وقال وزير الدولة والرئيس التنفيذي ل «أدنوك» ومجموعة شركاتها سلطان بن أحمد الجابر، خلال زيارة يقوم بها إلى الصين، إن «أدنوك تركز على إقامة شراكات استراتيجية تساهم في توسيع عملياتها في مجال التكرير والبتروكيماويات وتطوير مبادرات الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات الضخمة». وأضاف في بيان، أن «أدنوك حريصة على العمل مع شركاء لديهم القدرة والاستعداد لتوظيف أحدث التقنيات والاستثمار في مشاريع مشتركة والمساهمة في وصول منتجاتها إلى الأسواق العالمية». وتركز النقاش خلال زيارة الجابر على سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، وتعزيز التعاون والشراكة بين «أدنوك» وقطاعات الطاقة والتكرير والبتروكيماويات والتكنولوجيا الحديثة في الصين. وتعد الصين أكبر شريك تجاري للإمارات مع ارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما بنحو 800 ضعف خلال ثلاثة عقود منذ بدء العلاقات الرسمية بين البلدين، ليصل إلى 50 بليون دولار سنوياً. وقال الجابر إن «أدنوك تركز على الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة، في إطار جهود تطبيق استراتيجية 2030 للنمو الذكي، ونسعى للاستفادة من الخبرات الصينية في تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه وتقنيات تحليل البيانات التنبؤية، من خلال بحث التعاون مع الشركات الصينية المرموقة مثل «هواوي»، ما يساهم في دعم جهودنا لإيجاد قيمة إضافية من مواردنا الهيدروكربونية وتحقيق الريادة في مجال تطبيق التكنولوجيا الرقمية الحديثة في قطاع النفط والغاز». ولفت إلى أن «أدنوك تستكشف مجالات الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات المتطورة مثل التعلم الآلي والشبكات الذكية والبيانات التنبؤية والذكاء الاصطناعي وغيرها، بغرض توظيفها في رفع الكفاءة وتعزيز المرونة والارتقاء بالأداء في مجالات ومراحل الأعمال في قطاع النفط والغاز». وأكد «حرص الشركة على المساهمة في تلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة، خصوصاً الطلب على المنتجات البتروكيماوية في السوق الصينية التي تعد من أهم الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة». وشهد العام الماضي عدداً من الاستثمارات المشتركة بين الإماراتوالصين في قطاع الطاقة، إذ وقعت «أدنوك» في شباط (فبراير)، اتفاقي امتياز على حصص أقلية في حقول أبو ظبي النفطية البرية مع كلّ من «الشركة الوطنية الصينية للبترول» و»الشركة الصينية المحدودة للطاقة». كما وقعت في تشرين الثاني (نوفمبر)، اتفاقاً إطارياً مع «الشركة الوطنية الصينية للبترول» يغطي مجالات عدة للتعاون المحتمل، من بينها مشاريع بحرية ومشاريع تطوير الغاز الحامض. وتعتزم «أدنوك» تماشياً مع استراتيجية 2030، تنفيذ مشاريع وتوسعات تشمل مجالات الغاز والمشتقات والتكرير والبتروكيماويات، بهدف مضاعفة إنتاجها من البتروكيماويات ثلاث مرات بحلول عام 2025. وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، ستخصص الشركة نحو 40 في المئة من أصل 109 بلايين دولار، وهي مصاريف رأسمالية، لتحقيق أهدافها في هذا المجال. إضافة الى توسيع مجمع «الرويس» ليصبح أكبر موقع متكامل في مكان واحد في العالم لعمليات تكرير النفط والصناعات البتروكيماوية. كما تمضي الشركة قدماً في زيادة سعتها الإنتاجية من النفط إلى 3.5 مليون برميل يومياً في نهاية السنة الحالية لترسيخ مكانتها ودورها كمورد موثوق للطاقة.