اعتمد المجلس الأعلى للبترول في أبو ظبي 400 بليون درهم (نحو 109 بلايين دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة، لتنفيذ عدد من المشاريع التي تشمل مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج والغاز والتكرير والبتروكيماويات، فضلاً عن خطط النمو والتوسع. واعتمد المجلس في اجتماع عقده أمس في مقر «أدنوك» في أبو ظبي برئاسة ولي عهد أبو ظبي نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خطط «أدنوك» لاستكشاف مصادر الغاز غير التقليدية في أبو ظبي وتقويمها وتطويرها، والتي تهدف إلى خلق قيمة إضافية وجذب استثمارات دولية لتطوير هذه المصادر. وأكد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول، دعم المجلس لجهود شركة «بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك)، والهادفة إلى تعزيز النمو والتوسع والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق الازدهار والنمو المستدام، وفقاً لاستراتيجية شاملة ومتكاملة لتحقيق أفضل قيمة من الموارد الهيدروكربونية للدولة على المدى البعيد. ووافق المجلس على خطط «أدنوك» للاستثمارات المحلية والدولية في مجال التكرير والمشتقات والبتروكيماويات، بما يعزز مكانتها ودورها في السوق. وعقب الاجتماع قام الشيخ محمد بن زايد يرافقه أعضاء المجلس بجولة في مركز «ثمامة لدارسة المكامن البترولية»، اطلعوا خلالها على القدرات والتجهيزات والتقنيات الحديثة، ودورها في تحقيق أهداف استراتيجية «أدنوك» 2030. ويستطيع المركز رصد العمل ومتابعته في 120 موقعاً للحفر في شكل متزامن ومباشر، ومقارنة الأداء في الآبار والخطط والبيانات، بما يتيح خفض التكاليف وتحسين كفاءة الحفارات وزيادة الإنتاجية. ويُعدّ «مركز ثمامة» إلى جانب مركز الذكاء الاصطناعي «بانوراما» جزءاً رئيساً من عملية التحول الرقمي التي تشهدها «أدنوك». وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك» سلطان بن أحمد الجابر، «يمثل اعتماد المجلس الأعلى للبترول اليوم لاستراتيجية «أدنوك» الموسعة للاستثمار وخططها للنمو والتوسع، دليلاً ملموساً على نجاح مسيرة الشركة للتطوير والتحديث». ولفت إلى أن «اعتماد المجلس هذه الخطط يمهّد لبداية تنفيذ المرحلة التالية من استراتيجية الشركة المتكاملة 2030 للنمو الذكي، والهادفة إلى تعزيز القيمة وزيادة الإيرادات من كل مواردنا، عبر توسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية وخلق فرص جديدة للاستثمارات المشتركة تشمل مراحل الأعمال وتعزز القدرة على إضافة منتجات جديدة، والوصول إلى أسواق جديدة تمتاز بمعدلات نمو مرتفعة». وأكد الجابر أن «أدنوك» تخطط للقيام باستثمارات ذات طابع استراتيجي لتحقيق عائدات تعزز النمو الاقتصادي المستدام وزيادة الحصة السوقية ودخول أسواق جديدة». وقال: «ستُنفّذ هذه الاستثمارات خلال السنوات المقبلة وستشمل مجالات الأعمال في قطاع النفط والغاز، وهي ترمي إلى تعزيز القيمة وزيادة الإيرادات من الموارد الحالية وتحديد موارد جديدة غير مستغلة لتطويرها واستثمارها». ولم يغفل أن الشركة «تخطط لاستكشاف الموارد الهيدروكربونية غير التقليدية وتقويمها وتطويرها في أبو ظبي، بالتعاون مع شركاء مستعدين لالتزام شراكات راسخة وطويلة الأمد، والمساهمة في خلق قيمة إضافية جديدة، بما يدعم جهود الشركة لتنويع محفظة الأصول ويمكنها من خلق قيمة إضافية من الموارد غير المستغلة حالياً». وشدد الجابر أيضاً على أن «أدنوك» ستستمر في الاستثمار في مختلف جوانب التكنولوجيا الحديثة بما فيها الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات ومعالجة البيانات الضخمة وتسريع عملية التحول الرقمي وتوظيفها بما يساهم في زيادة القيمة من عملياتنا». وفي وقت تمضي «أدنوك» في تنفيذ استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي، تواصل التركيز على زيادة سعتها الإنتاجية من النفط إلى 3.5 مليون برميل يومياً نهاية عام 2018 ، وتقليص وقت الحفر بنسبة 30 في المئة عام 2019، في شكل يخفّض كلفة الإنتاج في أدنوك، ما استقطب اهتماماً كبيراً بامتيازات الحقول البحرية المقبلة وما يزيد على 14 شريكاً محتملاً من أنحاء العالم. وتماشياً مع استراتيجية 2030، تعتزم «أدنوك» زيادة طاقتها الإنتاجية من تكرير النفط الخام بنحو 60 في المئة، ومضاعفة إنتاجها من البتروكيماويات بأكثر من ثلاث مرات إلى 14.4 مليون طن سنوياً بحلول 2025. وطرحت «أدنوك» ما لا يقل عن 10 في المئة أو 1.25 بليون سهم وما لا يزيد على 20 في المئة أو 2.5 بليون سهم، من أسهم شركة «أدنوك للتوزيع» للاكتتاب العام في سوق أبو ظبي للأوراق المالية. وحُدّد نطاق سعري يتراوح بين 2.35 و2.95 درهم للسهم الواحد لاكتتاب «أدنوك للتوزيع».