قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الأربعاء)، إن علاقات بلاده مع بريطانيا لن تتغير بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وأدلى لي بهذه التصريحات في الوقت الذي بدأت فيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي زيارة تستمر ثلاثة أيام للصين، وتهدف إلى التوقع خلاله على صفقات تصل قيمتها إلى تسعة بلايين جنيه استرليني. وتحاول بريطانيا إعادة طرح نفسها باعتبارها شريكاً تجارياً دولياً بعدما أجرت استفتاء العام 2016 جاءت نتيجته لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يقلق بكين حتى في الوقت الذي تأمل فيه لندن في التوقيع على اتفاق للتجارة الحرة مع الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وعرض لي أثناء حديثه مع الصحافيين بعد لقائه مع ماي في قاعة «الشعب الكبرى» في بكين تعزيز العلاقات التي يصفها البلدان بأنها في عهدها الذهبي. وقال لي: «علاقاتنا لن تتغير بسبب تغير العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي». لكنه أقر بالحاجة إلى التكيف. وأضاف: «في حين يتعين علينا التكيف مع هذه التغيرات، سنقوم بتقييم ترتيبات التجارة المتبادلة والاستثمار المستقبلية وإجراء محادثات في شأنها لمواصلة تعزيز العلاقات الصينية - البريطانية بما فيها العلاقات التجارية وعلاقات الأعمال». وقالت ماي، التي ينظر إليها باعتبارها أقل حرصاً من سلفها ديفيد كامرون على التقرب من الصين، إنها ملتزمة تقوية العلاقات في ظل الخروج من الاتحاد الأوروبي وإنها ستبحث كل الخيارات الخاصة بالعلاقات التجارية المستقبلية. وقالت: «نحن عازمون على تعزيز علاقاتنا التجارية بدرجة أكبر ونطمح لما ستكون عليه علاقاتنا التجارية المستقبلية». وقالت ماي إن البلدين سيتفقان على صفقات تزيد قيمتها على تسعة بلايين جنيه استرليني خلال الزيارة، وإن الصين وافقت على رفع حظر على صادرات لحوم الأبقار البريطانية في غضون ستة أشهر. وقالت ماي في وقت سابق، وهي في طريقها إلى مدينة ووهان في وسط الصين، إن بريطانيا تسعى لإبرام اتفاق للتجارة الحرة مع الصين، مضيفة أنه يتعين على الفور فعل المزيد من أجل فتح السوق أمام الشركات البريطانية. وقالت على متن طائرتها: «الصين دولة نريد إبرام اتفاق تجارة معها». وأضافت: «لكنني أعتقد أن هناك المزيد الذي يتعين عمله ... فيما يتعلق ببحث العوائق التجارية وفتح الأسواق لضمان ... أن تتمكن الشركات البريطانية من التجارة بشكل جيد في الصين». وعلى رغم أن مصادر ديبلوماسية قالت إن الصين عبرت عن استعدادها لإجراء محادثات في شأن اتفاق تجارة حرة في المستقبل، إلا أن المحادثات الرسمية في هذا الصدد لا يمكن أن تبدأ إلا بعد الانسحاب الرسمي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمقرر العام المقبل.