أعلن تيار الزعيم الديني مقتدى الصدر أمس استكمال استعداداته لانطلاق استعراض «مدني سلمي» ل»جيش المهدي» غداً في مدينة الصدر(شرق بغداد)، فيما اتخذت قيادة العمليات في بغداد اجراءات امنية مشددة لحماية الإستعراض. وقال مساعد الصدر حازم الاعرجي خلال مؤتمر صحافي في بغداد امس ان «الاستعراض الذي دعا اليه السيد الصدر سيجري الخميس( غدا). و»تم الانتهاء من ترتيب الكراديس الخاصة بالاستعراض، اضافة الى الحصول على الموافقات الأمنية ومنها موافقة مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي». وأكد ان «المشاركين في الاستعراض هم من السنّة والشيعة والاكراد والتركمان، وان الزي الذي سيرتديه المشاركون في الاستعراض يحمل طابع العلم العراقي». وكان الصدر دعا في نيسان (ابريل) الماضي، عناصر «جيش المهدي» إلى استعراض «مدني سلمي» في بغداد في ذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء، لتأكيد رفض الاحتلال. ولفت الشيخ عبدالهادي الدراجي، الناطق الرسمي باسم «جيش اليوم الموعود» أحد تشكيلات «جيش المهدي» خلال المؤتمر الى أن «الاستعراض عقائدي وفكري وقد دعيت إليه الكتل السياسية». و»جيش المهدي» تنظيم مسلح شيعي أسسه مقتدى الصدر أواخر عام 2003، وخاض مواجهة مع القوات الأميركية. اجراءات أمنية إلى ذلك، قال رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي، وهو قيادي في «حزب الدعوة الاسلامية – تنظيم العراق «، أحد أهم الشركاء في « دولة القانون»، ان «المحافظة لم تتسلم حتى الآن أي طلب يتعلق بالاستعراض». لكن الناطق باسم قيادة العمليات قاسم عطا قال ان « القوات الامنية تتوقع ردود فعل (على الإستعراض) وهي لا تخشى مواجهة اي طارئ». وأكد ان «العمليات لم تتسلم أي اشعار من محافظة بغداد يتعلق بالإستعراض « واضاف ان» دور القوات الامنية سينحصر في تأمين الحماية اللازمة للتظاهرات السلمية». وقدرت « مجموعة دراسات العراق» عديد «جيش المهدي» بحوالى 20 ألف فرد في بغداد وحدها، بعد معارك عامي 2004 و 2005 في مدينة الصدر والنجف والبصرة والناصرية والعمارة والكوت ضد القوات الاميركية والبريطانية والايطالية. الى ذلك، أعلن ضابط كبير في قيادة العمليات، فضّل عدم كشف اسمه، في اتصال مع «الحياة» ان «اجتماعاً تنسيقياً جرى خلال الايام الماضية ضم عدداً من قادة الاجهزة الامنية مع الهيئة السياسية للتيار الصدري تمت فيه مناقشة طبيعة ومنطقة الاستعراض، وتم بموجبه وضع الخطة الامنية لحماية هذه الفعالية». وعن اهم النقاط التي نوقشت في الاجتماع قال: «تطرقنا الى تحديد منطقة الاستعراض، حيث تم الاتفاق على ان لا يتجاوز حدود مدينة الصدر لإحكام السيطرة على المنطقة وضمان نجاح أي خطة امنية وجرى التطرق الى حجم هذه الفعالية وأبلغنا ان المشاركين من كل المحافظات».وأضاف: «سيتم ضرب طوق أمني حول مدينة الصدر وغلق منافذها قبل 12 ساعة من بدء الاستعراض». ولفت مصدر أمني آخر الى انه «سيفرض حظر تجول جزئي في بغداد يبدأ عشية الاستعراض. وتمت اعادة توزيع القطعات الامنية والعسكرية، بما يتناسب والخارطة الامنية الجديدة لمنع أي اختراق امني من شأنها ان تنعكس سلباً على الوضع الامني. وتم التنسيق مع مكاتب الصدر المنتشرة في بغداد لاطلاعها على تفاصيل الخطة والزامها تنفيذ التعليمات». ولفت الى ان «قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية ستقع على عاتقها حماية محيط مدن جانب الرصافة، فيما تتوزع القطعات العسكرية عند تقاطعات الشوارع الرئيسة وتتحمل القوات الامنية مسؤولية حماية المتظاهرين». وأكد القيادي في «كتلة الاحرار- الصدر» جواد الحسناوي في تصريح الى «الحياة» ان «خريطة امتداد الاستعراض غير معروفة حتى الآن لكن كل الفرق المشاركة في الاستعراض ستتمركز في منطقة محددة في جانب الرصافة لضمان السيطرة الامنية الكاملة على مفاصل تحركاته».