اتفق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ميريام ديسالين على حل القضايا العالقة بخصوص المفاوضات الفنية المتعلقة ب «سد النهضة» الإثيوبي خلال شهر. واستضاف الرئيس المصري في مقر إقامته في أديس أبابا، التي عاد منها أمس، حيث شارك في القمة الأفريقية، قمة ثلاثية ناقشت التعثر في المسار الفني المتعلق ب «سد النهضة». وتوقفت المفاوضات الفنية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد رفض إثيوبيا والسودان تقريراً لمكتب استشاري عن المعايير التي سيستند إليها بخصوص الآثار المتوقعة للسد على دولتي المصب، وهو تقرير قبلته مصر. وطرحت القاهرة إشراك البنك الدولي طرفاً حاسماً في تلك المفاوضات، لكن إثيوبيا رفضت تلك المبادرة. وقال السيسي في تصريحات أذاعها التلفزيون الرسمي في اختتام القمة الثلاثية أمس، إنه «لا توجد أزمة بين مصر والسودان وإثيوبيا»، لافتاً إلى أن «الدول الثلاث اتفقت على عدم الضرر بأي منها». وأضاف السيسي لدى خروجه من مقر الاجتماع مع البشير وديسالين: «مصلحة السودان هي مصلحة مصرية، وكذلك إثيوبيا. مصلحتنا واحدة... مصر والسودان وإثيوبيا بلد واحد، ونتحدث صوتاً واحداً»، مضيفاً: «كونوا مطمئنين تماماً». وحض السيسي الإعلاميين على الحفاظ على العلاقات بين الدول الثلاث، وطالبهم بعدم بث رسائل مُقلقة للشعوب، وعدم الإساءة للآخرين، حفاظاً على العلاقات. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في تصريح تلفزيوني إن الزعماء الثلاثة «اتفقوا على حل كل القضايا الفنية العالقة بخصوص سد النهضة خلال شهر»، موضحاً رداً على سؤال عن الطرف الوسيط في المفاوضات (في إشارة إلى المبادرة المصرية إشراك البنك الدولي) أنه «لا يوجد طرف وسيط في تلك المحادثات»، في تأكيد على رفض المقترح المصري. وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، في بيان، إن القمة الثلاثية «اتسمت بالشفافية والمصارحة، وستعرض تطورات المفاوضات الجارية في إطار اللجنة الثلاثية حول سد النهضة، وسبل التغلب على ما يواجهها من عراقيل، خصوصاً ما يتعلق بالدراسات المكلف إعدادها المكتب الاستشاري». وأكد قادة الدول الثلاث خلال القمة «مشاركتهم رؤية واحدة إزاء مسألة السد تقوم على أساس اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، وإعلاء مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاث في إطار المنفعة المشتركة». وأضاف أنه اتفق على عقد اجتماع مشترك يضم وزراء الخارجية والري للدول الثلاث واللجنة الوطنية الثلاثية، ورفع تقرير نهائي للرؤساء خلال شهر يتضمن حلول المسائل الفنية العالقة كافة، ما يضمن التنفيذ الكامل لأحكام اتفاق إعلان المبادئ وعدم التأثير سلباً في مصالح مصر والسودان المائية. كما اتفق على تبادل الدراسات الوطنية والمعلومات الفنية بين الدول الثلاث. وأوضح راضي أن السيسي أكد «ضرورة أن تتحلى المفاوضات بالروح الإيجابية والحفاظ على المصالح المشتركة»، مطالباً جميع المسؤولين المعنيين بالمفاوضات من الدول الثلاث ب «تنفيذ توجيهات القادة وإنجاز عملهم وفق الإطار المحدد». كما أكد رئيس الوزراء الإثيوبي خلال المحادثات أن المزارعين في مصر والسودان لن يتأثروا سلباً ب «سد النهضة»، مشدداً على أن عدم الإضرار بمصالح شعوب الدول الثلاث هو الأساس الذي تنطلق منه المفاوضات. وأعرب الرئيس السوداني عن عزم بلاده العمل في إطار اللجنة الوطنية الثلاثية من أجل التوصل إلى توافق حول جميع المسائل الفنية العالقة، مؤكداً في هذا الإطار على ما يجمع الدول الثلاث من مصالح مشتركة ومصير واحد.