انفردت الحضارة المصرية بين الحضارات بالمساواة بين الرجال والنساء، وعُدت المرأة المصرية الأولى في تولي منصب وزاري تاريخي، وفق دراسة مصرية حديثة صادرة عن مركز الأقصر للدراسات وحقوق المرأة. وعُدت «نيتكريتي» المرأة الأولى التي مارست السلطة السياسية في مصر القديمة في عهد الأسرة السادسة، إذ شغلت منصب وزيرة للدولة المصرية القديمة. وعزز دور المرأة في الحضارة المصرية القديمة المعتقدات الدينية التي آمن بها الفراعنة والتي كانت تُحَرم الإساءة إلى المرأة، وتقدس بعض النساء، وجعلت منهن ربات. وأشارت الدراسة التي صدرت عن مركز الأقصر لدراسات وحقوق المرأة، وأشرفت عليها عالمة المصريات الدكتورة سناء أحمد علي، وشاركت في إعدادها الأثرية المصرية، ماجدة أحمد حسين الشنهوري، إلى أن المرأة في مصر القديمة كانت تتمتع بحقوق تفوق ما تتمتع به في الوقت الحاضر في بلدان أكثر تقدماً في أوروبا، وأن نساء الفراعنة عملن في سلك القضاء والسياسة، وامتهنّ الكثير من المهن، وتفوقن فيها على الرجال. شغلت المرأة المصرية الكثير من الوظائف منها صناعة النسيج والخبز والكتابة والطب، ومن المناصب السياسية مستشارة الفرعون، وحصلت على الألقاب والوظائف العليا في الدولة نساء من خارج العائلات الملكية مثل «نِبِت» التي عاشت في عهد الأسرة السادسة، وحازت لقب الحاكم والقاضي ووزير الفرعون. كما تولت الملكة حتشبسوت، إحدى أشهر ملكات مصر القديمة، حكم مصر لسنوات، وسُجل تاريخ حكمها على جدران معبدها الشهير الذي نحتته في حضن جبل القرنة التاريخي، في غرب مدينة الأقصر، وأيضاً الملكة «نفرو– سوبك» التي حكمت مصر لمدة أربع سنوات، والملكات «أحمس نفر تيري» و «أحوتب» و «تاي» و « نفرتيتي» و «نفرتاري» و «تويا» و «استنو فورت» و «توسرت». وتمتعت النساء في مصر القديمة بمقدار كبير من الحريات والحقوق والامتيازات مقارنة بالنساء في حضارات أخرى، وعرفت مصر القديمة- بحسب الدراسة- الكثير من الربات والآلهة، أسوة بالأرباب والآلهة من الرجال. وسُمح للمرأة الفرعونية بأن تكون وريثة للعرش الملكي، وبالمشاركة في التعاملات القانونية وامتلاك الأراضي وترتيب عمليات التبني وتحرير العبيد وإبرام التعاقدات والتسويات القانونية. ولم يكن الطلاق شائعاً بين الأزواج في مصر القديمة، وفي حال حدوثه، كان يحق للزوجة الاحتفاظ بما كانت تملكه عند زواجها، إلى جانب ثلث العقارات والممتلكات المشتركة التي كسبها الزوجان في فترة ارتباطهما كزوجين. أما حضانة الأبناء فكانت تؤول إلى الأم. وهكذا كانت المرأة في مصر القديمة، تحظى بالكثير من الحقوق التي تكافح نساء العالم لنيلها في العصر الحاضر.