من سيول عاد «الأخضر» السعودي بنقطة الأمل... وتجددت آماله بالتأهل الخامس على التوالي إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا. في الأفق أشرقت شمس التفاؤل ومعها اخضرّت البيادر، وبتنا نترقب الأربعاء المقبل، على أحر من الجمر، فلطالما (كان هذا اليوم) مهماً في تاريخ المنتخب ففيه كثيراً ما تحسم الأمور. ستزحف الجموع قيادةً وجماهير لتزف «الأخضر» (عريسا ً) للمرة الخامسة فيخرج عن المألوف، حيث لم يكتف العريس (بمثنى وثلاث ورباع)، وأكاد أرى «درة الملاعب» وقد اكتظت جنباته ولم يعد فيه موطئاً لقدم، وسيتحدى الجمهور كل العقبات التي تَحُول بينه وبين الحضور والمؤازرة والاحتفال... الاختبارات... وحرارة الجو... وكأني أرى الجماهير على قلب واحد لهدف سامٍ هو الوطن ولا شيء غيره، لا يعنيهم من يصنع ومن يسجل والى من ينسب الفوز، لأن حب الوطن يتسامى فوق كل حب، ويعلو على كل هوى أو ميول. وأجزم أن من رأى المنتخب في مباراة كوريا الجنوبية وشاهد قتالية اللاعبين وتفانيهم من أجل شعار الوطن على رغم النقص والإصابات وكون المباراة وسط أرض الخصم وبين جماهيره وخروجه مع ذلك بالنقطة الذهبية التي رفعت سقف الأمل يوقن بأن القادم هو التأهل الخامس شاءت كوريا الشمالية أم أبت. أداء المنتخب الرائع يجب ألاّ يحجب بعض الأخطاء التي حدثت... لعل أهمها ضعف المحور الدفاعي والغزو عن طريق عبدالله شهيل، إضافة الى تهور البعض في كروت صفر بلا داع ملح، وهي ملاحظات لا نعتقد بأنها تخفى على خبير مثل بيسيرو. لكن أهم مكتسباتنا من هذه المباراة في رأيي: عودة بريق «الكاسر» ياسر بعد أن خفَت، وتجليه في حلة بهية قاد خلالها الكثير من الهجمات الخطرة وصنع مثلها لزملائه، وإن كان التوفيق لم يحالفهم بالتسجيل، ولكنها كشفت أن النجوم من فئة ياسر معادن أصيلة لا تزيدها المحن والظروف إلا تألقاً ولمعاناً. كل الأكف ترتفع الى السماء بدعاء واحد وصوت واحد من قلوب مخلصة أن تكلل مسيرة المنتخب بالتوفيق والتأهل، وأن نرى الخفاق الأخضر مرفرفاً عالياً في جوهانسبيرغ... قولوا آمين. [email protected]