كابول، إسلام آباد، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – نفت حركة «طالبان» أمس، زعم مصدر في الاستخبارات الافغانية مقتل زعيمها الروحي الملا محمد عمر على يد عملاء الاستخبارات الباكستانية في مخبئه بكيتا في اقليم بالوشستان جنوب غربي باكستان، فيما تحدث الناطق الرسمي باسم الاستخبارات الافغانية لطف الله مشعل عن اختفائه منذ اربعة او خمسة ايام، رافضاً تأكيد وفاته. وعلق ناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد على المعلومات عن مقتل بن لادن والتي تداولتها وسائل اعلام افغانية بينهما محطة «نولو» التلفزيونية الخاصة، نقلاً عن مسؤول في الاستخبارات استند الى معلومات تلقاها من مصادر داخل «شبكة حقاني» المتمردة التي يتمركز قادتها في باكستان: «انها مجرد دعاية، هذا امر غير ممكن، لأن الملا عمر يقود المجاهدين في افغانستان حالياً». وحذا حذوه ناطق آخر باسم «طالبان» هو قاري محمد يوسف الذي اعلن ان الملا عمر في خير وسلام». كما نفى الناطق باسم «طالبان باكستان» احسان الله احسان هذا النبأ مؤكداً ان «الملا عمر بخير في مكان آمن»، وان الهدف من النبأ «اضعاف الروح المعنوية للمقاتلين». وأشار النبأ الى ان اجهزة الاستخبارات الباكستانية قتلت الملا عمر سراً الجمعة الماضي لدى تنفيذ عناصرها مهمة نقلته من كويتا الى شمال وزيرستان، تنفيذاً لتعليمات ارسلها الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الباكستانية الجنرال حميد غل الى زعيم الحركة. وأبلغ مصدر ثانٍ في اجهزة الاستخبارات الافغانية وسائل الاعلام ان الاوساط القريبة من الملا عمر والمحيطة لم تتلقَ اي معلومات حول مكان وجوده منذ لقائه غل قبل 11 يوماً، مضيفاً ان «قيادة الحركة قلقة من اختفائه المفاجئ». لكن غل صرح بأن ما اعلنه المصدران «خاطئ بالكامل، «إذ لم التقِ الملا عمر حتى مرة واحدة في حياتي». واتهم غل «اللوبي الهندي» بالوقوف خلف هذه الادعاءات من اجل الاساءة الى باكستان واليه شخصياً، وقال: «لا اعتقد بأنه في باكستان لأنه لم يأتِ ابداً اليها حتى خلال فترة الحرب مع الاتحاد السوفياتي في افغانستان». وفي مؤتمر صحافي عقده في كابول، اعلن الناطق باسم وكالة الاستخبارات الافغانية مشعل ان الملا عمر اختفى منذ اربعة او خمسة ايام من مخبئه في باكستان، «لكننا لا نستطيع تأكيد وفاته»، وهو ما ردده ديبلوماسيون كبار في كابول ومسؤولون عسكريون اميركيون. تحذيرات من حوار مع «طالبان» وفيما قتل اربعة جنود من قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في انفجار قنبلة يدوية الصنع في شرق افغانستان، حذّر رؤساء أجهزة الأمن البريطانية رئيس وزراء بلادهم ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما من فشل خطتهما السرية للتحاور مع «طالبان» الأفغانية وابرام صفقة سلام معها. وكشفت صحيفة «صن» أن كاميرون أمر جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) بفتح محادثات مع «طالبان»، بعد أسابيع من توليه السلطة العام الماضي، ويعتقد على غرار أوباما أن الحوار مع «طالبان» يشكل السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في أفغانستان. ونسبت إلى مسؤول بريطاني بارز قوله إن «جهاز أم آي 6 يحاول بصعوبة فتح حوار مع طالبان، لكنه لم يحصل على استجابة جيدة من الحركة حتى الآن لأنها تخطو خطوة واحدة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء، وتفعل الشيء نفسه مع كل الدول الساعية الى الحوار». وأضاف المسؤول: «يزداد الإجماع على أن رئيس الوزراء كاميرون يحتاج إلى خفض سقف المطالب بشكل كبير قبل الوصول إلى أي مكان مع طالبان». كما نقلت الصحيفة عن مصدر أميركي قوله إن «واشنطن تعمل على تهيئة ظروف عسكرية تمهد لفتح حوار مع طالبان، لكنها غير قادرة على العثور على شخص بارز في الحركة للتفاوض معه يحظى بمباركة الملا عمر وكبار مساعديه. والرسالة التي نتلقاها دائماً تفيد بأن الحركة غير مهتمة بالحوار». وأوردت الصحيفة ان «كل الجهود التي بذلت لجلب الملا عمر وكبار مساعديه إلى طاولة المفاوضات فشلت بسبب رفض طالبان للحوار. لكن الرئيس أوباما جدد الدعوة لفتح حوار مع طالبان واعترف قبل زيارته بريطانيا أن السلام في أفغانستان يعني التحدث مع طالبان في نهاية المطاف». وأضافت أن «كاميرون سيجري محادثات حاسمة مع أوباما غداً الاربعاء تتناول إستراتيجية الخروج من أفغانستان». هوية سيف العدل وفي لندن، صحح المرصد الإعلامي الإسلامي (هيئة حقوقية تتخذ من لندن مقراً لها) معلومات مكتب التحقيقات الأميركي (إف بي آي) عن شخصية سيف العدل، القائد الموقت الجديد ل «القاعدة» بحسب ما تردد والذي رصدت السلطات الأميركية 25 مليون دولار لمن يقود إلى مكان وجوده، معلناً أن المعلومات الخاصة به تعود إلى العقيد في وحدة مكافحة الإرهاب بقوات الصاعقة المصرية محمد مكاوي وكنيته «أبو المنذر». ووصف مدير المرصد ياسر السري وضع «إف بي أي» بيانات مكاوي باعتبارها تخص سيف العدل بأنها «عملية تضليل إعلامي وجهل أو تعمد مقصود من الأميركيين». وأوضح أن «جماعة الجهاد» استدعت العقيد مكاوي إلى أفغانستان بعد محاكمته وتسريحه من الخدمة في مصر، «لكنه اختلف معهم. كذلك قال ان مكاوي اتهم الجهاديين العرب على جبهات افغانستان بخوض عمليات فاشلة وفوضوية أشبه ب «حرب المعيز»، قبل أن يعود إلى بيشاور. أما سيف العدل فكان ضابطاً في سلاح المظلات، وهو يستخدم كنية «المدني» في تعامله مع أعضاء «القاعدة» وقياداتها، ودين غيابياً في الولاياتالمتحدة بتهمة القتل والتآمر لقتل أميركيين عبر تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام في آب (أغسطس) 1998.