استجمعت المصرية ريهام شجاعتها لتحدي العادات والتقاليد وخرجت إلى سوق العمل بمشروعها «شوكولولو»، وهو عبارة عن عربة مجهزة لطهو الطعام الصيني في الشارع وبيعه للمارة، معتمدة على موهبتها التي صقلتها بكل جديد من أساليب الطهو. في منطقة حلوان جنوبالقاهرة، تقف ريهام الحاصلة على الشهادة الجامعية المتخصصة في علم النفس في كلية الآداب في جامعة حلوان (في القاهرة)، أمام عربة المأكولات الصينية التي تعمل على تحضيرها وبيعها بأسعار زهيدة. وهي لجأت إلى تنفيذ مشروعها الخاص بعدما وجدت كل أبواب العمل التي طرقتها موصدة. تقول ريهام ل «الحياة»: «انخرطت في سوق العمل في وظائف عدة منها شركات الاتصالات التي عملت فيها لفترة وتركتها، فقررت أن أنفذ مشروعي الخاص، واعتمدت على موهبتي في الطهو ولكن في شكل جديد، وبدأت تقديم أنواع المأكولات الصينية المختلفة، على رغم أن مشروعي ليس مطعماً بل مجرد عربة على جانب الطريق». أن تتحمل الزوجة عبء اتخاذ القرار منفردة هو مغامرة لن تخوضها من دون دعم الزوج، وعن تجربتها تحكي ريهام: «حظيت تجربتي بالدعم الكامل من زوجي الذي أنجبت منه طفلين، كما دعمني الأهل في شكل كبير، وتعاملوا معي بكل طاقاتهم حتى ساعدوني وذاع صيتي في منطقة حلوان والمناطق المجاورة. وعلى رغم أنني أخوض التجربة بنفسي، فإن فكرة طهو الطعام الصيني وتقديمه في شكل مأكولات سريعة للمارة كانت لزوجي الذي لاحظ أن المنطقة المحيطة بنا ليس فيها مطاعم صينية». لم تقتصر المساعدة التي يقدمها الزوج لزوجته على حد الدعم بالأفكار، بل امتدت إلى الوقوف بجانبها أمام العربة لتجهيز الوجبات للمارة كل يوم بعد أن ينتهي من عمله الخاص في الصباح، بالإضافة إلى توليه شراء لوازم المشروع في عطلة نهاية الأسبوع. وتكشف بائعة الطعام الصيني حلمها الجديد، قائلة: «يراودني حلم أن أمتلك أسطول عربات تقدم المأكولات الصينية في مصر، من دون أن يكون من طموحاتي امتلاك مطعم كبير، فأنا أريد أن أحافظ على اللقب الذي أطلقه عليّ زبائني وهو صاحبة أول عربة مأكولات صينية في مصر».