دمّر مقاتلو المعارضة السورية فندقاً أثرياً تستخدمه قوات النظام مركزاً لها في مدينة حلب بشمال البلاد، بالتزامن مع تحقيقهم تقدماً جديداً على الأرض في محافظة القنيطرة الحدودية مع الدولة العبرية، وتمكنهم من طرد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد من مواقع كانت قد سيطرت عليها قبل أيام في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية. وأعلنت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من «نسف فندق الكارلتون بحلب القديمة» ما أدى إلى «قتل حوالى 50 عنصراً» من قوات النظام. وأوضحت: «يأتي هذا التفجير انتقاماً لأهلنا في حمص»، مشيرة إلى اشتباكات عنيفة تلت تفجير الفندق. ووزعت «الجبهة الإسلامية» وهي تحالف لمجموعات إسلامية عدة شريط فيديو يُظهر انفجاراً هائلاً دمّر الفندق وعدداً من الأبنية القريبة منه، معلنة قتل 50 جندياً فيه. وتم التفجير من خلال حفر نفق أسفل الموقع المستهدف ووضع كميات كبيرة من المتفجرات فيه. وبدت في الشريط قلعة حلب الأثرية الواقعة على تل والتي تشكل خط تماس بين مناطق سيطرة النظام (جنوب القلعة)، ومناطق سيطرة المعارضة، وفق ما ذكرت «فرانس برس». وقدّم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» حصيلة أدنى لعدد قتلى النظام في تفجير الفندق. وأوضح في تقرير من حلب: «قتل ما لا يقل عن 14 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له وأصيب آخرون بجروح إثر تفجير الكتائب الإسلامية كمية كبيرة من المتفجرات في نفق حفروه (أي المقاتلين المعارضين) أسفل فندق الكارلتون الأثري في حلب القديمة»، مشيراً إلى انهيار عدد من المباني في محيط الفندق، واندلاع «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف آخر في محيط فندق الكارلتون» المدمّر. وعرضت صفحات موالية للنظام السوري صوراً للفندق وقد سوّي بالأرض ولم يبق منه شيء. وأشار «المرصد» في تقرير آخر عن التطورات الميدانية في حلب، إلى أن أماكن في المدينة الصناعية بالشيخ نجار ومنطقة الليرمون وخان العسل ومحيط سجن حلب المركزي المحاصر من جبهة النصرة والكتائب الإسلامية ومناطق في بلدة كفر حمرة، تعرضت لقصف من قوات النظام ... في حين تدور اشتباكات بين الكتائب المقاتلة وقوات النظام في حيي الشيخ مقصود والشيخ طه، كما استهدف مقاتلو كتائب إسلامية بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام في حي العامرية». وعرض ناشطون، من جهتهم، صوراً لمعارك طاحنة تجري في حي العامرية حيث استخدم مقاتلو المعارضة الدبابات في قصف مواقع النظام. وفي القنيطرة، أعلنت صفحات الثوار أن مقاتلي المعارضة سيطروا على بلدة القحطانية بريف المحافظة بعد اشتباكات مع قوات النظام. واعترفت صفحات موالية لحكومة الرئيس الأسد، بأن المعارضة سيطرت على جزء من هذه البلدة، مشيرة إلى أن تعزيزات من الجيش النظامي تتجه نحو منطقة المعارك بهدف استعادة ما خسره الجنود الحكوميون. أما «المرصد»، فأشار من جهته إلى «اشتباكات عنيفة بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى في محيط بلدة القحطانية ومعبر القنيطرة وحاجز الرواضي والحميدية، وأنباء عن تقدم للكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في المنطقة». أما في الغوطة الشرقية، فقد تمكن مقاتلو «الجبهة الإسلامية» من السيطرة على نقاط عدة كانت قوات النظام وميليشيات موالية تتمركز فيها في بساتين بلدة المليحة (لجهة الفوج 81) في ريف دمشق. وعرضت صفحات المعارضة لصور قالت إنها لمواقع استعادها الثوار قرب المليحة التي تتعرض لهجمات عنيفة منذ 40 يوماً تقريباً. ونشرت صفحات المعارضة السورية أسماء ل 28 قتيلاً قالت إنهم سقطوا في معارك بين قوات المعارضة وبين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور. ونقلت عن «روايات النازحين» من ريف المحافظة، أن «هناك أكثر من 20 جثة لشهداء مدنيين من النساء والأطفال في قرية الطابية- جزيرة لا تزال جثثهم ملقاة في الشوارع».