شن تنظيم «داعش» الإرهابي أمس، هجوماً واسعاً ضد القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها قرب مدينة البوكمال جنوب شرقي محافظة دير الزور، فيما يحاول التنظيم إعادة فرض وجوده في ثلاث محافظات أخرى كانت انتهت فيها سيطرته سابقاً. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن هجوم مسلحي «داعش» في دير الزور امتدّ على مساحة كيلومترات عدة على الضفاف الغربية لنهر الفرات وأدى إلى مقتل عدد من قوات النظام ومسلحين من «ميليشيات» حليفة لها، فيما أكدت وكالة أنباء «سانا» السورية التابعة للنظام حصول الهجوم. ولفتت الوكالة إلى أن الهجوم استهدف قريتي الكشمة وغريبة بين مدينتي الميادين والبوكمال جنوب شرقي دير الزور، مشيرةً إلى أن «الاشتباكات أسفرت عن إحباط الهجوم والقضاء على أكثر من 25 من إرهابيي التنظيم التكفيري وإصابة آخرين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم». في المقابل، ذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم المتشدد أن مسلحيه دمروا دبابة لقوات الأسد بصاروخ موجّه في بلدة الرمادي، شمال غربي البوكمال. وأعلن التنظيم خلال الأيام الماضية أسر عناصر من قوات النظام. إلى ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا قصف طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي لمحاربة «داعش» على بلدة الشعفة في الريف الشرقي لدير الزور إلى 16 قتيلاً. ولفت «المرصد» إلى أن القصف استهدف البلدة التي تخضع لسيطرة «داعش» مساء الثلثاء. وكانت بلدة الشعفة شهدت مجزرة قتِل فيها 53 شخصاً من بينهم 21 طفلاً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بقصف يرجح أنه روسي. وفي إطار محاولات التنظيم لتوسيع نقاط سيطرته في مناطق سوريّة أخرى، أكد «المرصد» أن مسلحي «داعش» تمكنوا من السيطرة على نحو 17 قرية في أرياف متحاذية ضمن محافظات حلب وإدلب وحماة، بعدما كانت القوات النظامية تقدمت في مناطق أخرى في هذا الجيب، لينتهي بذلك وجود «هيئة تحرير الشام» في هذا الجزء من الريف الشمالي الشرقي لحماة والريف الجنوبي لحلب. وسمح تقدم «داعش» بتوسيع سيطرته إلى 80 قرية على الأقل في أرياف إدلب وحماة وحلب، بالتالي حقق وجوداً جديداً له ضمن محافظة كان طرِدَ منها.