خمس مرات يفتح الاتحاد ملف المدربين، وفي كل مرة يجد مديره الفني السيد ديمتري نفسه عاطلاً وجاهزاً تحت الطلب. البلجيكي ديمتري وفق مع الاتحاد في الفترة الأولى وحقق الثلاثية الشهيرة، وأراد طلعت لامي تجيير الانجاز لذاته، فسرح ديمتري والجهاز المعاون له، وبعد ضياع موسم تال عاد الاتحاديون للمدرب نفسه وتعاقدوا معه فحقق أربع بطولات، وتكرر المشهد العربي الضيق فبدلاً من استمرار المدرب الذي اسعد الاتحاديين ورفع رصيدهم من البطولات سارعوا في إلغاء عقده بطريقة تكشف العقلية التي تسير بها الفرق والمنتخبات، ومن ضمنها الاتحاد الذي يتلذذ باستخدام شماعة المدرب في كل هزة وكل مطب ووصل بهم الحال إلى التعاقد مع خمسة مدربين في موسم واحد وكاد المشهد يتكرر هذا الموسم بالتعاقد مع ثلاثة مدربين إلى الآن، وقد يفكر الاتحاديون بالتعاقد مع مدرب لكل بطولة أو مدرب لكل مباراة، وهذه أمور متوقعة للأسف. الاتحاديون وبعد هزات فنية اتت بفعل فاعل من داخل البيت الاتحادي جلبوا السيد ديمتري وللمرة الثالثة وأطلقوا عليه لقب الداهية، وفور حضوره حقق لهم بطولة واحدة، فأتت نغمة النشاز من البيت الاتحادي ذاته، إذ نسب التيار المتخصص في تدمير الاتحاد، الانجازات والبطولات والنجاحات لمساعد ديمتري وكرسوا هذه النغمة حتى تم إبعاده في ظروف هزلية وساخرة، وبعد خراب مالطة عاد الاتحاديون للتفكير في السيد ديمتري وأتى هذه المرة بنفس مسدودة وثقة محدودة، ولذا غادر بسرعة جيته نفسها، وحاول الاتحاديون التخلص من عقدة الداهية وتجاهلوه سنوات وفجأة عادت الرغبة والمطالبة تطفوا على السطح بعد تعثر نجاح المدرب اوليفيرا الذي عانى من كبر سن بعض اللاعبين ومن مناخ العمل المنفتح على مصراعيه. عاد ديمتري للمرة الخامسة وفي وقت حرج للغاية، صحيح ليس بيده عصا سحرية، والجود من الموجود، وعلى رغم هذا يعلق عليه الاتحاديون الآمال ويحيطون حضوره بشيء من التفاؤل، وقد تصيب هذه المرة وقد تطيش التسديدات الاتحادية، وهذه أمور في علم الغيب، ولكن الشيء الذي يجب أن يفكر فيه الاتحاديون بشكل جدي هو التعاقد مع ديمتري كمستشار فني فقط فهو صاحب نظرة فنية ويملك حس اكتشاف المواهب الجيدة ويستطيع الإشراف على كل الفئات السنية وتقديم عناصر جديدة كما فعل في جياته الأولى والثانية، أما إذا الاتحاديون يفضلون إحضاره بعد كل هزة موسمية بصفته عاطلاً ومتاحاً في أي وقت فهذا شانهم. [email protected]