عبر عدد من أدباء ومثقفي منطقة نجران عن استيائهم من أداء نادي نجران الأدبي منذ تأسيسه، منتقدين اختيار أعضاء مجلس الإدارة، لافتين إلى التخبط في برامجه وفعالياته التي أقصت الثقافة وروادها وقربت المسؤولين وأصحاب العلاقة. وأشار هؤلاء في استطلاع ل «الحياة» إلى وجود تجاوزات من أعضاء المجلس في ما يخص شروط العضوية ومتطلبات اللائحة، بقصد ضم أعضاء يضمنون للمجلس الحالي البقاء لسنوات جديدة. وحمل المثقفون إدارة الأندية الأدبية المسؤولية في هذا الجانب، نتيجة اختياراتها الخاطئة وقراراتها الأحادية التي تنحي مشورة المثقفين، وغيبت الرقابة عن النادي الذي تحول إلى مؤسسة حكومية نفعية لمجلس إدارته. وأكد الشاعر أحمد معيدي «وجود محسوبية في المؤسسات الثقافية»، واصفاً ذلك ب «الأمر المؤسف الذي كرسته وزارة الثقافة والإعلام أخيراً من طريق اعتمادها لائحة للأندية الأدبية تعطي لرؤساء تلك الصروح الثقافية صلاحية وضع شروط العضوية، ما يدفعهم لتفصيلها على مقاس مصالحهم الكبيرة، بحيث تتلائم وأفكارهم المتلاشية والسرابية والتي لاهم لها إلا صناعة الوجاهة وتحقيق الذات مادياً، من دون النظر إلى تطور الثقافة السعودية». وأشار معيدي إلى وجود «عدد كبير من المحسوبيات في نادي نجران بمباركة إدارة الأندية الأدبية التي لم تفرض أي نوع من الرقابة على منسوبيها المتسيبين وبعض النفعيين، الذين حولوا دور الثقافة إلى شأن خاص، يتصرفون به كيفما يشاءون، ويمنحون هباتهم الثقافية من عضويات وأمسيات وهبات مالية وإصدارات لمن يروق لهم حتى لو كانوا دخلاء على الثقافة». وقال الأديب والناقد صالح آل عامر إن «وزارة الثقافة أثبتت أنها تعمل عكس ما هو سائد وتناقض نفسها، لتجعل من الإبداع الفكري والثقافي مشبوهاً يستحق الرقابة وتجعل غير المثقفين (الموظفين) مسؤولين عنها مما لا يغريك بالمشاركة». وعزا السبب إلى أن «الوصاية على الفكر إلغاء للعقل الحر، وامتهان لكرامة الإنسان». بدوره لفت الكاتب عبدالله آل سدران إلى أنه، «لطالما حلمنا بنادي أدبي في نجران، آملين في مؤسسة تكون حاضنة للأدب والفكر والثقافة ومحركة للساحة ومحفزة للإبداع، بيد أنه بعد طول انتظار جادت علينا وزارة الثقافة والإعلام بنادي خداج! ومجلس إدارة كساح!! شوه المشهد الثقافي في المنطقة»، مرجحاً أن يكون السبب «العجز أو ضعف الخبرة والتجربة، والأكيد هو جهل غالبيتهم بماهية الثقافة والأدب». وتابع: «ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فأنني لا أتوقع أن تنجح إدارة النادي في تجاوز أزمتها الداخلية والفكرية، ولن تستطيع إنتاج لائحة تتوافق مع المرحلة وتساعد على تعميق ونشر الوعي الأدبي في ساحة ناشئة مثل نجران، بما تتطلبه من توسيع لقاعدة المنتسبين من الجنسين وما نسمعه من تسريبات يوحي بالتشاؤم وخيبة الأمل وهذا متوقع على أية حال»، مشدداً بأن «الخيبة الأكبر أتتنا من الوزارة عندما أتاحت أمر إعداد اللوائح ليكون من صلاحيات إدارات الأندية وهي غير ذات أهلية لذلك». وأكد سدران أن «اللوم يقع على الوزارة في المقام الأول»، مشيراً إلى أن «تلك النظرة لا تنطبق على جميع أعضاء إدارة نادي نجران الأدبي، إذ منهم من نتوسم فيه الخير وسعة الأفق، ومنهم من لم يحضر إلى النادي أبداً ويأتيه شيك المكافأة إلى مكتبه». فيما أكد الشاعر علي عبدالله الحازمي بأن «أدبي نجران يفتقر إلى الصدقية، والمنهجية»، إضافة إلى عدم امتلاك المسؤولين مخزوناً أو إنتاجاً أدبياً»، لافتاً إلى أن «فاقد الشيء لا يعطيه». واتهم النادي بأنه: «لا يهتم بالأدباء ولا يبحث عنهم، وإن جاء إليهم الأديب، والشاعر لا يقدمون له ما يجعله يعيد الكرة مرة أخرى، وإن كانوا يبحثون عنه من أجل مناسبة ولم يجدوا أحداً غيره». وأضاف بأنه «لا وجود للصدقية في قاموس النادي على مستوى المسابقات، إذ يتم المجاهرة بالغش والتحايل وعدم الإنصاف كما حدث في مسابقة شاعر الحمضيات»، منوهاً إلى تتابع الأمر من طريق «مسابقة لم نعلم بها إلا عبر تناقل الناس اسم الفائز، ومسابقة تلتها وصلنا خبرها بواسطة أحد أعضاء النادي الجدد وتم تسليم نصوصها منذ شهر ثلاثة وإلى حد الآن لم نسمع عنها شيئاً، ومن ناحية الأمسيات وعدنا قبل نحو عامين وإلى الآن لم يحدث شيء». وتحدث عن تجربته مع العضوية قائلاً: «طلب مني إبان تأسيس النادي قبل نحو خمس سنوات إرسال سيرة ذاتية، ووعدت بالعضوية وحتى الآن لم يحصل شيء». وأردف: «قبل مدة فتح باب العضوية لكن بشروط بدت مفصلة على مقاس أناس معينين وكأن العضوية لا تعني جميع الأدباء، ما سيؤدي إلى انتخابات صورية محصورة في أشخاص معينين». وقال الشاعر ماجد عمر الدربي إنه لن يتردد في إبداء إعلان رغبته «الاستغناء عن خدمات نادي نجران الأدبي، لأنني أفتقد فيه الأدب ومعانيه المنشودة»، مؤملاً أن «يعمر نادي نجران على وجه الخصوص والأندية الأدبية في المملكة بالكفاءات الأدبية المخلصة للقيم الأدبية، والتي ستحقق المأمول منها».