اتهم الناطق باسم الجيش الوطني الليبي العميد أحمد المسماري تحالف قوى الإرهاب الذي يضم تنظيمي داعش والقاعدة، وجماعة الإخوان المسلمين وغيرها، بالوقوف وراء تفجير سيارتين مفخختين بفارق نصف ساعة بعد صلاة العشاء أمام مسجد بيعة الرضوان في حي السليماني وسط بنغازي ليل الثلثاء، والذي خلّف 34 قتيلاً و90 جريحاً. وأعلن الناطق باسم القوات الخاصة في بنغازي العقيد ميلود الزوي أن أحمد الفيتوري، قائد سرية القبض والتحري الخاصة التابعة للقيادة العامة لقوات المشير خليفة حفتر قتل في الاعتداء، علماً أن المسجد المستهدف معروف بأنه معقل لجماعات سلفية قاتلت مع قوات حفتر إرهابيين في بنغازي. وفيما اعتبر المحلل الليبي محمد الجارح أن الطريقة المستخدمة في إحدى الهجمات الأكثر دموية منذ سنوات في ليبيا، «تهدف بوضوح الى إيقاع أكبر عدد من القتلى»، طالب اللواء ونيس بوخمادة، قائد الغرفة الأمنية المركزية المشتركة في بنغازي أهالي وشبان المدينة بتوخي الحذر من «الخونة والمندسين المتعاونين مع الإرهابيين»، والتعاون مع اجهزة الأمن في المدينة. وتوعّد بوخمادة بالرد بقوة على منفذي الهجوم، مؤكداً تمسك الجيش بالمدينة التي «كانت ولا تزال عصية على الإرهابيين وغصباً عنهم»، علماً أن قوات حفتر تتهم منذ أن أعلنت في صيف 2017 سيطرتها بالكامل على بنغازي التي تبعد ألف كيلومتر من شرق طرابلس، وإخلاءها من الجماعات الإرهابية بعد معارك دموية استمرت اكثر من 3 سنوات، «خلايا ارهابية نائمة» باستهداف قادة وأعضاء في الجيش الوطني. ودانت حكومة الوفاق الوطني في طرابلس والتي لا يعترف حفتر بشرعيتها «بأشد العبارات الجريمة البشعة والعمل الإرهابي الغادر الجبان في محيط مسجد». وتابعت: «هذه الأعمال الإجرامية تتنافى وتتناقض مع تعاليم الدين الإسلامي والمبادئ والقيم الإنسانية، وندعو جميع الليبيين إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة قوى الشر». وتوجه مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا، غسان سلامة، الى بنغازي، فيما دانت بعثة المنظمة الدولية في ليبيا التفجيرين اللذين وصفتهما بأنهما «اعتداءات مباشرة وعشوائية مباشرة ضد المدنيين محرمة بموجب القانون الإنساني الدولي، وتمثل جرائم حرب». كما نددت سفارتا إيطاليا وبريطانيا في ليبيا باستهداف مدنيين، ودعتا إلى توحيد القوى لمكافحة الإرهاب. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بيان ان «الهجمات تؤكد الحاجة الملحة الى كسر الجمود السياسي وإرساء السلام في ليبيا، ومن الضروري أن تشارك كل الأطراف بحُسن نية في العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة». في السودان، أكدت السلطات أن الجيش الليبي حرر سودانيين معتقلين لدى عصابات، ونقلهم الى مستشفى لتلقي العلاج قبل ترحيلهم الى بلدهم. وكانت أشرطة فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت رهائن سودانيين مقيدين ويتم ضربهم وتعذيبهم بالنار عبر خاطفيهم الذين أجبروا ضحاياهم على مخاطبة ذويهم عبر التسجيل لطلب فدية قيمتها 4 آلاف دولار». واستدعت الخارجية السودانية القائم بأعمال سفارة دولة ليبيا بالخرطوم علي مفتاح المحروق، لإبلاغه تنديداً باحتجاز مجموعة من المواطنين السودانيين داخل الأراضي الليبية في ظروف قاسية وتعرض بعضهم لمعاملة وحشية. وأبدى المحروق أسفه، واعتذر باسم بلاده عن هذا الأمر «المخجل الذي لا يشبه قيم الشعب الليبي وأخلاقه»، مشيراً الى أن عصابات متفلتة تتصرف في مناطق تقع خارج سيطرة حكومة الوفاق الوطني تنفذ هذه الأعمال.