إسلام آباد، نيودلهي، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 15 مدنياً على الأقل في اعتداءين منفصلين استهدف شاحنات إمدادات للحلف الأطلسي (ناتو) مرسلة إلى أفغانستان عبر منطقة معبر خيبر الحدودي القبلي شمال غربي باكستان، وأدى إلى تدمير 12 منها. وانفجرت قنبلة صغيرة وضعت داخل شاحنة صهريج في بلدة لاندي كوتال بخيبر، ما جعل السكان يهرعون إلى المكان لجمع البنزين المتسرب منها، فاندلع حريق جديد أدى إلى مقتل 16 شخصاً على الأقل، بينهم خمسة فتيان. ودمر انفجار قنبلة أخرى 11 شاحنة بينها صهاريج للحلف الأطلسي قرب بلدة تورخم، من دون أن يتسبب ذلك في سقوط ضحايا. وأعلنت كتيبة «عبد الله عزام»، وهي جماعة متشددة متحالفة مع حركة «طالبان باكستان» مسؤوليتها عن الهجومين على شاحنات الحلف الأطلسي. وقال الناطق باسمها «أبو مصعب»: «انه جهادنا ضد الأميركيين. نريد وقف إمدادات الحلف الأطلسي من أراضينا». وجاء الهجومان في خيبر بعد ساعات على إعلان «طالبان باكستان» مسؤوليتها عن تفجير قنبلة لدى مرور موكب تابع للقنصلية الأميركية في مدينة بيشاور، حيث قتل باكستاني واحد وجرح 12 شخصاً آخرين بينهم أميركيان اصاباتهما طفيفة. وتوعدت «طالبان باكستان» التي أعلنت ولاءها لتنظيم «القاعدة» عام 2007، وتشن من حينها حملة اعتداءات عنيفة في باكستان، بالثأر لمقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن في عملية نفذتها وحدة كوماندوس أميركية شمال البلاد في الثاني من الشهر الجاري. في المقابل، اعلن مسؤولون حكوميون مقتل 8 متشددين في قصف نفذته مروحيات عسكرية على مخابئهم في منطقة اوراكزاي العليا القريبة من خيبر، والتي يعتقد بأن مسلحين كثيرين لحركة «طالبان» يلجأون إليها هرباً من العملية العسكرية التي تنفذها القوات الباكستانية ضدهم في منطقة كرام المجاورة. ومع تصاعد الخلافات بين الحكومتين الباكستانية والأميركية بعد عملية تصفية بن لادن التي لم تعلم بها إسلام آباد، ابلغ مسؤول عسكري أميركي لم يكشف اسمه صحيفة «واشنطن بوست» أن باكستان أمرت بين 25 و30 مدرباً من أصل 150 تابعين للقوات الأميركية الخاصة بمغادرة أراضيها. وترافق ذلك مع نشر صحيفة «دون» برقيات سرية أميركية سربها موقع «ويكيليكس» عن مرافقة قوات أميركية خاصة نظيرتها الباكستانية في مهمات لجمع معلومات في صيف 2009، ما قد يضر بالصورة العامة للجيش الباكستاني. ونقلت البرقيات عن السفيرة الأميركية لدى باكستان حينها آن باترسون قولها «نساعد عبر عمليات المرافقة الباكستانيين على جمع وتنسيق أصول الاستخبارات الموجودة». وأوردت البرقيات انه بحلول عام 2009 جرى توسيع الخطط الخاصة بنشاطات الاستخبارات المشتركة لتشمل مقار الجيش، وكتبت باترسون: «بدأت باكستان في قبول دعم الجيش الأميركي في تنفيذ عمليات الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة الخاصة بمكافحة التمرد». وكشفت برقيات اخرى أن قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني طالب الأميرال مايك مولن الذي شغل حينها منصب رئيس القيادة المركزية الأميركية الوسطى تكثيف طائرات «بريديتور» عمليات الاستطلاع على مدار الساعة فوق إقليمي شمال وجنوب، وهما معقلان لمتشددي «طالبان». قلق هندي على صعيد آخر، أكد وزير الدفاع الهندي اي. كي. انتوني قلق بلاده من تطور العلاقات بين الصين وباكستان في مجال الدفاع، «ما يحتم تعزيز قدراتنا العسكرية لمواجهة هذا التطور، باعتباره الرد الوحيد على هذا الأمر». جاء ذلك بعد إعلان الصين عزمها تسريع عملية تزويد باكستان 50 طائرة مقاتلة من طراز «جي أف - 17 ثاندر» التي تنتجها بكين بالتعاون مع إسلام آباد. وبحسب الوزير الهندي، فإن استقبال باكستان ناشطين متطرفين يمثل بدوره موضوعاً يثير «قلقاً شديداً» لبلاده، مشدداً على ضرورة تفكيك باكستان كل الميليشيات الموجودة على أراضيها إذا أرادت تحسين علاقاتها مع الهند. واعتبر أن مقتل بن لادن في باكستان «اظهر أن هذا البلد يشكل النواة الصلبة للنشاطات الإرهابية في جنوب آسيا». وفي افغانستان، قتل ستة اشخاص على الاقل وجرح 23 آخرون في هجوم انتحاري استهدف مستشفى كابول العسكري الخاضع لإجراءات امن مشددة، وتبنته حركة «طالبان» التي اعلنت الشهر الماضي بدء «هجوم الربيع». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الافغانية الجنرال محمد زاهر عظيمي: «شُن الهجوم الانتحاري داخل خيمة يستخدمها طلاب الطب في المستشفى كقاعة طعام، وجميع الضحايا من الطلاب». ويقع المستشفى قرب السفارة الأميركية وحيث توجد سفارات أجنبية أخرى ومنظمات دولية.