بريمن (ألمانيا) - أ ف ب - بعد حياة مهنية طويلة أمضوها في قطاع المعلوماتية أو في التدريس، يكتشف ألمان ستينيون شغفاً جديداً... فيتحولون إلى مهرجين. لم تضع أولريكي سوى القليل من مساحيق التجميل على وجهها لتبديل سحنتها، قبل أن تظهر أمام الجمهور مرتدية فستاناً عادياً ومئزراً. تعاندها آلة تجفيف الثياب، فتتصاعد ضحكات الجمهور. تستمع إلى الراديو فيما تنتظر أن يجف غسيلها. تحافظ على الإيقاع وتتلوى لتنتهي راقصة على إيقاع أغنية ميريام ماكيبا «باتا باتا». وتغرق قاعة المسرح الصغير بالضحك. كانت أولريكي لوكيه - روزندال، البالغة من العمر 63 عاماً، تقدّم عرضاً في بريمن (شمال غربي ألمانيا) مع فرقتها الصغيرة من المتقاعدين الذين سمّوا أنفسهم «مهرجون معاً خمسون سنة وأكثر». وتقول المدرِّسة السابقة: «أصبحت مهرجة لأنني أحب إبهاج الناس كما أنني أحب الضحك لأنه يحرر المرء». وتألفت الفرقة على أثر برنامج خاص بكبار السن، أطلقته في العام 2005 مدرسة المهرجين في هانوفر عاصمة ساكسونيا السفلى، والتي تحتفل اليوم بمرور 25 عاماً على تأسيسها. ويؤكد عضو الفرقة دييتر بارتيلز (55 عاماً) أنه «عندما يرغب المرء حقاً بأن يصبح مهرجاً، لا بد أن يكون جاهزاً للاشتغال على نفسه». وتقدم فرقة «مهرجون معاً 50 سنة وأكثر»، التي تختلف تشكيلتها بحسب العرض، ما بين ثمانية وعشرة عروض سنوياً. ينز أوفيه كورتيه، في التاسعة والستين من عمره، وهو خبير في المعلوماتية. التحق بالفرقة قبل ثلاث سنوات. في الماضي، كان يشارك بأعمال مسرحية كهاو، وبعدما تابع حصة تدريبية واستحسن الأمر، تسجل لمتابعة هذه الدروس.. «وها أنا اليوم مهرج!»، يقول كورتيه. «للمهرجين المتقدمين في السن خبرة حياتية أكبر مقارنة مع المهرجين الأصغر سناً الذين لا يملكون أية خبرة، ببساطة. هم أكثر عفوية». ويشرح بارتيلز أن «الشباب لا يسمحون لأنفسهم بأن يكونوا مثيرين للسخرية. هم ما زالوا يبحثون عن شريك عاطفي، ولا بد أن يظهروا دائماً جذابين وأقوياء». ويضيف: «هو مجرد أسلوب جديد لعيش مرحلة التقاعد».