أسفرت المعارك المستمرة منذ ثلاثة أيام في منطقة عفرين في شمال سورية عن مقتل 54 عنصراً من الفصائل المعارضة القريبة من أنقرة والمقاتلين الأكراد، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان أعلنها اليوم (الإثنين). ويتوزع القتلى بين 19 من الفصائل المعارضة السورية المشاركة في الهجوم التركي على عفرين قضوا خلال المعارك، في مقابل 26 من الوحدات الكردية قتلوا خلال الاشتباكات وجراء الغارات التركية، بحسب المرصد. وتحدث المرصد عن وجود جثث لتسعة مقاتلين آخرين مجهولي الهوية. وكان الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» كينو غابرييل قال اليوم إن عدد القتلى بسبب الهجوم التركي بلغ 18 مدنياً بينهم نساء وأطفال. وأوضح أن 23 شخصاً آخرين أصيبوا في الهجوم. وأضاف غابرييل في مؤتمر صحافي بثته قنوات تلفزيونية إنهم «يدرسون احتمال إرسال المزيد من القوات إلى عفرين»، ودعا إلى بذل جهود دولية لوقف الهجوم التركي. وأطلق الجيش التركي السبت مع الفصائل السورية المعارضة التي يدعمها هجوماً عسكرياً تحت مسمى «غصن الزيتون»، يقول انه يستهدف المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين. وتستهدف الطائرات والمدفعية التركية منذ السبت قرى عدة في منطقة عفرين، ما أدى إلى مقتل 22 مدنياً، وفق المرصد، فيما قتل مدنيان اثنان جراء قذائف اطلقها المقاتلون الاكراد على مناطق سيطرة الفصائل المعارصة قرب أعزاز. وتؤكد أنقرة أنها توقع الخسائر في صفوف المقاتلين الأكراد. وتصنف أنقرة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية على لائحة «المنظمات الارهابية». وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على «توتير»: «يستخدمون المدنيين كدروع بشرية. هدفنا ليس إخواننا الأكراد أو السوريين. نلاحق الارهابيين فقط». وأكد الجيش التركي في وقت سابق أن «الارهابيين ومواقعهم وسلاحهم» يشكلون هدف الهجوم التركي. من جهة ثانية، طالب نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج اليوم الولاياتالمتحدة بوقف دعمها ل«وحدات حماية الشعب» الكردية السورية إذا أرادت العمل مع تركيا في سورية. وفي حديثه للصحافيين عقب اجتماع للحكومة، قال بوزداج إنه «لا أحد لديه الحق في فرض قيود على العملية التي تقوم بها بلاده ضد وحدات حماية الشعب التي تدعمها الولاياتالمتحدة في منطقة عفرين السورية». وأضاف أن العملية لم تشهد حتى الآن مقتل أو إصابة أي من الجنود الأتراك. وكان تقرير ممثل عن وسائل الإعلام نسب إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قوله اليوم إن «الولاياتالمتحدة تأمل في العمل مع تركيا على إقامة منطقة أمنية في شمال غربي سورية، لتلبية احتياجاتها الأمنية المشروعة». ونقل صحافي، يسافر مع تيلرسون إلى باريس، عنه قوله إن «الولاياتالمتحدة قالت لتركيا: دعونا نرى إن كان في وسعنا العمل معا لإقامة المنطقة الأمنية التي قد تحتاجونها... نحن في مناقشات مع الأتراك وبعض القوات على الأرض أيضاً عن كيفية تحقيق الاستقرار وتهدئة مخاوف تركيا المشروعة في شأن أمنها». وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم عن «قلقها الشديد» ازاء العملية العسكرية التركية في عفرين. وقالت خلال مؤتمر صحافي في بروكسيل: «أنا قلقة جداً. علينا التأكد من ضمان إيصال مساعدات إنسانية»، معبرة عن خشيتها أيضاً من أن «تقوض العملية بشكل خطير استئناف مفاوضات جنيف» للسلام بين المعارضة والنظام السوري. وقالت أيضاً وزارة الخارجية الألمانية إن الوزير زيغمار غابرييل أجرى اتصالاً هاتفياً اليوم بنظيره التركي ليعبر عن القلق من التصعيد في شمال غربي سورية، والتداعيات الإنسانية المحتلة على السكان المدنيين. وأوضح مسؤول في الوزارة: «اتصل وزير الخارجية للتو بنظيره التركي أوغلو، وأوضح له بواعث قلقه في شأن تصعيد الوضع في شمال سورية والتداعيات الإنسانية المحتملة على السكان المدنيين». وأضاف أن المسؤولين اتفقا على أن العملية السياسية السورية ينبغي أن تستمر بشكل مكثف.