قالت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة اليوم (الاثنين) إنها تدرس إمكان إرسال تعزيزات إلى عفرين في شمال غربي سورية للمساعدة في صد هجوم تركي. وشنت تركيا هجوماً عبر الحدود يوم السبت على منطقة عفرين، وقالت إنها تهدف إلى القضاء على «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، وهي حليف عسكري أساس للولايات المتحدة على الأرض في قتالها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). و«وحدات حماية الشعب» هي المكون الرئيس في تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي يضم أيضاً مقاتلين أكراداً. وقالت «وحدات حماية الشعب» إنها سترسل مزيداً من المقاتلين إلى عفرين إذا اقتضت الضرورة، لكن المنطقة كانت معززة بالفعل بقوات توقعاً لهجوم تركي. وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» كينو غابرييل في مؤتمر صحافي بثته قنوات تلفزيونية إنهم «يدرسون احتمال إرسال المزيد من القوات إلى عفرين»، ودعا إلى بذل جهود دولية لوقف الهجوم التركي. وأوضح الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» نوري محمود على هامش المؤتمر إن «قواتهم أعدت نفسها بسبب توقعها لهجوم من تركيا». وتسيطر «قوات سورية الديموقراطية» و«وحدات حماية الشعب» على مناطق شاسعة من شمال وشرق سورية إضافة إلى منطقة عفرين. ودعمت الولاياتالمتحدة «قوات سورية الديموقراطية» بضربات جوية وأسلحة وتدريب وألفي جندي على الأرض، ما أغضب تركيا التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» حليفة للمتمردين الأكراد الذين يقاتلون الدولة التركية منذ عقود. وإرسال تعزيزات إلى عفرين من مناطق تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» إلى الشرق سيتطلب من مقاتليها على ما يبدو المرور عبر مناطق قرب حلب تسيطر عليها الحكومة السورية، ما يعقد الرحلة في بلد تقترب فيه الحرب الأهلية المتعددة الأطراف من دخول عامها الثامن. وليس هناك جنود من القوات الخاصة الأميركية في منطقة عفرين. وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» إن التحالف العسكري بقيادة الولاياتالمتحدة أبلغ حلفاءه السوريين بأنه يبذل مساعي سياسية لوقف الهجوم التركي. وتعهدت «قوات سورية الديموقراطية» في بيان بأن تكون عفرين مستنقعاً يخرج منه الجيش التركي، بعد أن يتكبد خسائر فادحة ودعت التحالف إلى الوفاء بمسؤولياته حيال قواتها وحيال أهالي عفرين. ويفتح الهجوم التركي على عفرين جبهة جديدة في الحرب التي دعمت فيها قوى إقليمية وعالمية أطرافاً متحاربة وقتل فيها مئات الآلاف من الأشخاص كما أجبرت 11 مليونا على ترك منازلهم. واتهم محمود روسيا، وهي داعم عسكري رئيس لحكومة الرئيس بشار الأسد، بأنها منحت تركيا الضوء الأخضر لإرسال طائراتها فوق عفرين. وسحبت روسيا قواتها من المنطقة قبل الهجوم، وقالت «قوات سورية الديموقراطية» إن روسيا أطفأت راداراتها. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال اليوم إن أنقرة توصلت إلى اتفاق مع روسيا في شأن العملية العسكرية في عفرين، وأنها لن تتراجع عن العملية. من جهة ثانية، نسب تقرير لممثل عن وسائل الإعلام إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قوله اليوم إن الولاياتالمتحدة قلقة من واقعة تركية في شمال سورية وتطلب من الجانبين ضبط النفس. وقصفت تركيا أهدافاً في شمال سورية اليوم (الاثنين) وقالت إنها ستسحق سريعاً مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من الولاياتالمتحدة التي تسيطر على منطقة عفرين في ظل تنامي القلق الدولي من عمليتها العسكرية التي دخلت يومها الثالث. ووفقاً للتقرير قال تيلرسون أثناء رحلة إلى لندن: «نحن قلقون من الواقعة التركية في شمال سورية»، في إشارة إلى القصف التركي على عفرين. وأضاف: «ندرك ونقدر بشكل كامل حق تركيا المشروع في حماية مواطنيها من العناصر الإرهابية». وأشار إلى أنه طلب من الجانبين ضبط النفس وتقليل الخسائر بين المدنيين، لافتاً إلى أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى «معرفة ما يمكن عمله لتهدئة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا».