طرابلس، لندن، براتسلافا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس، أنه تمكن من إلحاق «أضرار جسيمة» بقوات العقيد معمر القذافي، لكنه تمسك برفض القيام بعمليات برية في ليبيا. وتزامن ذلك مع إعلان الثوار صد هجوم شنته قوات القذافي ضد الزنتان في منطقة الجبل الغربي جنوبطرابلس، وسط مؤشرات إلى أن المعارضة في شرق البلاد تستعد ل «معركة فاصلة» ضد قوات الزعيم الليبي المتحصنة في مدينة البريقة. وتظاهر مئات من مناصري القذافي في طرابلس أمس، في خطوة فُسّرت بأنها تهدف إلى إشاعة الطمأنينة بين سكان العاصمة إلى أن النظام ما زال متماسكاً، رغم الأنباء عن الإنشقاقات التي يعاني منها. وكان خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي نفى أمس ما تردد عن انشقاق المسؤول النفطي البارز شكري غانم وعن سفر زوجة العقيد معمر القذافي وابنته عائشة إلى تونس. وقال كعيم ل «رويترز»: «شكري غانم (رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط) في منصبه يؤدي مهمات عمله. وإن كان خارج البلاد فسيعود». واضاف: «بالنسبة إلى أسرة القائد... فهي لا تزال هنا في ليبيا. أين يمكن أن تكون!». لكن معلومات شاعت على نطاق واسع أكدت وجود أفراد من عائلة القذافي وربما ابنته عائشة في تونس. وتردد أن عائشة تزور تونس كي تكون قرب زوجها الذي أصيب خلال الأحداث في ليبيا. لكن ذلك لم يمكن تأكيده. كما أن الحكومة التونسية نفت رسمياً أن تكون عائشة وأمها صفية وصلتا إلى الأراضي التونسية. وأعلن المجلس الانتقالي أمس الخميس أن «خسائر فادحة» لحقت بالثوار بالقرب من مصراتة. وفي تصريح إلى وكالة «فرانس برس»، قال الناطق باسم المجلس جلال القلال: «ما زلنا نسيطر على مصراتة والمطار، لكن قوات القذافي تنصب مكامن لرجالنا وما زلنا نواجه خسائر فادحة». وزاد أن «المكامن تتركز في ضواحي زليتن التي نتمركز فيها وقرب المطار». واستقرت الجبهة في الشرق منذ بضعة أسابيع على طريق صحراوية ملتوية بين البريقة وأجدابيا، على بعد 160 كلم جنوب غربي «العاصمة» المتمردة بنغازي. لكن قناة «الجزيرة» أوردت أمس معلومات عن حشود للثوار غرب أجدابيا استعداداً ل «معركة فاصلة» ضد قوات القذافي المتحصنة في البريقة. في موازاة ذلك، قال الأمين العام لحلف «الناتو» أندرس فو راسموسن في براتسلافا أمس: «سنواصل بقوة الضغط العسكري على نظام القذافي وأنا واثق من أن مزيجاً من الضغوط العسكرية القوية والضغوط السياسية المتزايدة ودعم المعارضة سيؤدي في النهاية إلى انهيار النظام». وقال إن إنهاء الحرب يحتاج إلى عمل غير عسكري يكمل استخدام القوة. وفي لندن، أوردت وكالة «رويترز» أن الاتحاد الأوروبي يدرس تشديد العقوبات على حكومة القذافي من خلال وضع موانئ ليبية على «قوائم سوداء» لمنع استخدامها في استيراد النفط أو تصديره. وقال مصدر ديبلوماسي أوروبي إن خبراء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى اتفاق على وضع موانئ طرابلس وزوارة والزاوية والخمس وراس لانوف والبريقة على قوائم العقوبات. وأوضح أن اقتراحاً بهذا الشأن يمكن أن يُقدّم إلى لجنة العقوبات الأوروبية الأسبوع المقبل. وفي زغرب، اعلنت وزارة الخارجية الكرواتية طرد ديبلوماسي يشغل أعلى منصب في السفارة الليبية في زغرب واتهمته بالقيام «بانشطة غير مناسبة».