يصوّت مجلس الشيوخ الأميركي مجدداً اليوم، للتوصل إلى اتفاق بين الجمهوريين والديموقراطيين حول موازنة الحكومة لإخراجها من الشلل. إذ بعد عام على تنصيب دونالد ترامب رئيساً، واجه أول من أمس مشكلة شلل الحكومة الفيديرالية، بسبب المفاوضات حول الموازنة الجارية في الكونغرس. وأعلن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل مساء أول من أمس، الدعوة «إلى تصويت جديد بعد فشل تصويت مساء الجمعة الماضي، الذي أدى إلى شلل الحكومة». وأكد في بيان أن «التصويت سينجح الاثنين، إلا إذا كانت هناك رغبة في إجرائه قبل ذلك». وفي وقت اجتمع أعضاء الكونغرس، اعتبر الزعيم الجمهوري لمجلس النواب بول راين، أن الديموقراطيين «يتحملون وحدهم مسؤولية المأزق السياسي». وقال: «نقوم بأشياء غريبة في واشنطن، لكن ما حصل ضرب من الجنون». ويُعد هذا المأزق صعب لترامب، الذي اعتبر نفسه ماهراً في التفاوض. وألغى زيارته المقررة إلى ناديه الخاص في فلوريدا، حيث كان يفترض أن يحتفل بالذكرى الأولى لوصوله إلى البيت الأبيض خلال حفلة لجمع الأموال. ويُتوقع أن تظهر آثار الشلل، المشهد المتكرر في الحياة السياسية الأميركية، بدءاً من اليوم في حال عدم التوصل إلى حل. وسيؤدي الشلل إلى بطالة تقنية تطاول مئات آلاف الموظفين الفيديراليين «غير الأساسيين». وستُخفض نشاطات وكالات كثيرة مثل خدمة الضرائب، لكن الأجهزة الأمنية لن تتأثر. وسيواصل 1.4 مليون عسكري عملياتهم من دون تقاضي راتب. وقالت نويل جول الموظفة الفيديرالية في الخمسين من العمر، التي شملتها البطالة التقنية في واشنطن ل «فرانس برس»، «لا يمكننا سوى الترقب، إنه أمر مخيف». ومن الآثار الجانبية الأخرى الممكنة لهذا الشلل، أعلن البيت الأبيض أن مشاركة ترامب في منتدى دافوس الاقتصادي (سويسرا) منتصف الأسبوع المقبل غير مؤكدة. من جهته، سخر زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشارك شومر لصعوبة التفاوض مع رئيس «يبدّل موقفه باستمرار». وتتمثل نقطة الخلاف الرئيسة، بمطالبة الديموقراطيين بإحراز تقدم حول تسوية أوضاع مئات آلاف المهاجرين غير الشرعيين، الذين أتوا شباباً إلى الولاياتالمتحدة، وأُلغي في أيلول (سبتمبر)، وضعهم الموقت الذي منحته لهم إدارة الرئيس باراك أوباما. وعندما ألغى ترامب هذا البرنامج الذي سمح ل690 ألف شاب أوضاعهم غير شرعية بالعمل والدراسة بصورة شرعية، أمهل الكونغرس حتى آذار (مارس) لإيجاد حل دائم لهؤلاء الأفراد». لكن أي خطوة لم تتخذ مذاك.