دعت وكالة الطاقة الدولية أمس البلدان المنتجة للنفط إلى التدخل لحماية الاقتصاد ورحبت بالتزامات بزيادة الإنتاج. جاء ذلك في بيان صدر عن أعضاء الوكالة خلال اجتماع دوري ليومين لمجلس محافظيها. وهذه خطوة غير معتادة من جانب وكالة الطاقة، الذراع الاستشارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تلتزم بعدم التعليق على سياسات منتجي النفط. وقال الأعضاء في البيان إن «مجلس المحافظين حض المنتجين على اتخاذ إجراء يساهم في تجنب العواقب السلبية على الاقتصاد العالمي التي قد تنشأ عن نقص حاد في الإمدادات في السوق... ورحب بالتزامات بزيادة العرض». وأبقت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) التي ستجتمع في فيينا في الثامن من حزيران (يونيو)، سقف إنتاجها الرسمي من دون تغيير على رغم ارتفاع الأسعار فوق مستوى 120 دولاراً للبرميل مؤكدة أن العرض كافٍ. وشددت «أوبك» في أحدث تقرير شهري في 11 أيار (مايو) على أن التراجع الحاد للأسعار في الخامس والسادس من الشهر الجاري لم يكن مفاجأة كبيرة. وأكدت وكالة الطاقة أن أسعار النفط لا تزال عند مستويات مرتفعة على رغم تصحيح بلغ 10 في المئة منذ بداية الشهر الجاري. وجاء في البيان أن هذا يرجع إلى العوامل الأساسية وعدم اليقين على الساحة السياسية والتوقعات المستقبلية. وأضاف البيان أن «مجلس محافظي وكالة الطاقة الدولية عبّر عن قلقه البالغ من وجود مؤشرات متزايدة على أن ارتفاع أسعار النفط منذ أيلول (سبتمبر) يؤثر في التعافي الاقتصادي». وقال أعضاء الوكالة إن الوقت الحالي يشهد زيادة في الطلب العالمي على النفط في شكل موسمي في الفترة من أيار إلى آب (أغسطس) فيما تظهر حاجة ماسة وواضحة لتوجيه إمدادات إضافية إلى مصافي التكرير. وأضافت الوكالة أنها على استعداد للتعاون مع المنتجين والدول المستهلكة التي ليست أعضاء في الوكالة. وقال الأعضاء في البيان: «بهذه الروح البناءة نحن مستعدون لبحث استخدام كل الوسائل المتاحة لدى الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية». وأعربت الوكالة في البيان عن «قلق شديد إزاء الإشارات المتزايدة التي تدل على أن ارتفاع الأسعار منذ أيلول يؤثر في النهوض الاقتصادي»، إذ يزيد من حال عدم الاستقرار العالمي ويخفض عائدات الأسر والشركات أو يمارس ضغوطاً على معدلات الصرف. وواصلت العقود الآجلة لخام «برنت» مكاسبها وتحول الخام الأميركي إلى الارتفاع في تعاملات متقلبة بعدما أظهر تقرير تراجع طلبات إعانة البطالة الأميركية أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي. وتراجعت الطلبات إلى 409 آلاف طلب الأسبوع الماضي بينما كان من المتوقع انخفاضها إلى 420 ألفاً. وارتفع سعر خام «برنت» تسليم تموز (يوليو) في بورصة «إنتركونتننتال» بلندن 17 سنتاً إلى 112.47 دولار بعد تداوله في نطاق 111.83 إلى 113.04 دولار. وكان «برنت» مرتفعاً بنساً فحسب قبل صدور البيانات. وفي «بورصة نيويورك التجارية» (نايمكس) ارتفع سعر الخام تسليم حزيران (يونيو) خمسة سنتات إلى 100.15 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 99.39 إلى 100.79 دولار. وكان الخام منخفضاً 12 سنتاً قبل التقرير.