في تعليقه على «مؤتمر سمينا للاتصالات وما بعد الاتصالات» الذي نظّمه مجلس «سمينا للاتصالات» في أبو ظبي، أكد محمد الغانم مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات أن التحوّل من البث التناظري التقليدي («أنالوغ» Analogue Broad Casting) إلى البث الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، يكتمل عام 2013، مشيراً إلى اكتمال الأعمال التحضيرية لهذا التحوّل. وقال: «إنّ عملية التحوّل لن تؤثر على قطاع تقنية المعلومات والاتصالات فحسب، بل على قطاع الإعلام وجهات البث وقطاعات كثيرة أخرى... إذ تساهم في ردم الفجوة الرقمية Digital Divide...إن الهدف منها يتمثل في إطلاق شبكات الجيل الرابع من الاتصالات الخليوية التي تعمل عبر موجات واسعة بنطاق 700 ميغاهيرتز 700 MHz spectrum بحلول عام 2012». والمعلوم أن هذا النطاق معمول به في الولاياتالمتحدة منذ عام 2008. والمعلوم أن هذا النوع من الموجات العريضة لاتصالات الخليوي يندرج تقنياً ضمن شبكات «التطور البعيد المدى Long Term Evolution (اختصاراً «أل تي إي» LTE)، وهو مفهوم حديث جداً في الاتصالات الرقمية المتطوّرة. وعقب اختتام المؤتمر الذي حمل عنوان «أرباح الاقتصاد الرقمي» e-economy profits، صرح أحمد بن علي، نائب رئيس أول «مؤسسة الإمارات للاتصالات- مجموعة اتصالات»، بأن المؤسسة مستمرّة في التوسّع الخارجي ومبادرات الاستحواذ التي انتهجتها خلال السنوات الماضية. وقال: «إن تطوير الإعمال وتنويع مصادر الدخل لقطاع الاتصالات، أصبحا ضرورة ملحة لدفع عجلة النمو، خصوصاً بعد التشبع الذي شهده قطاع الاتصالات في الأسواق المختلفة أخيراً». وأضاف بن علي: «إن الهدف من التوسّع في الأسواق الخارجية يتمثّل في زيادة مصادر الدخل وتنويعها، إضافة إلى زيادة عائدات هذا القطاع، ما يعود بالربح على المساهمين فيه». ولفت بن علي أيضاً إلى تجربة «مجموعة اتصالات» في السعودية، كما تظهر في شركة «موبايلي»، مؤكداً أنها تساهم في أرباح المجموعة، وأن عدد المشتركين فيها يفوق 20 مليوناً، ما يجعلها تجربة ناجحة بامتياز. وأشار إلى أن «موبايلي» غطّت 28 مدينة سعودية خلال الشهور الستة الأولى من انطلاقتها، في ما وصلت «اتصالات مصر» و»اتصالات أفغانستان» حاضراً إلى نقطة التساوي في الأرباح مع منافسيهما. وأخيراً، أوضح بن علي أن الاستحواذ على شركات لتشغيل الخليوي، مثل «كنار» (السودان) و»زانتل» (سيرلانكا)، أدى إلى زيادة في إيرادات الشركة بطريقة ملموسة. أبوظبي أولى في الألياف الضوئية وفي سياق المؤتمر، أعلنت شركة «اتصالات» أنها انتهت من تمديد شبكة الألياف البصرية Fibro-optic Network في أبوظبي، التي صارت أول عاصمة تترابط اتصالاتها كلياً عبر شبكة من الألياف الضوئية. ويُقدّر أن شبكة الألياف الضوئية التي نشرتها «اتصالات» في الإمارات تمتد لمسافة تقدر بخمسة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر، الأمر الذي يعزز ثقافة استخدام الإنترنت العالية السرعة، ويقدّم تجربة حيّة في جودة الخدمات والمحتوى عبرها. ويذكر أن المؤتمر استقطب عدداً كبيراً من مسؤولي قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا. وبوحه عام، أكّد المؤتمر أهمية الرقمنة، ودور شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية الإقليمية في حفز الاقتصادات الرقمية وبنائها. وشهد المؤتمر جلسات نقاش شارك فيها الخبراء وصناع القرار من مختلف أنحاء المنطقة، تناولت تطور تقنيات الاتصالات وشبكات الجيل الرابع للخليوي، وتقنية «الدائرة البصرية المغلقة العالية السرعة» Very High Speed Integrated Circuit (واختصاراً «في أتش إس آي سي» VHSIC). وأوضح المهندس سعود الدويش رئيس مجلس إدارة «سامينا» أن الدور الاقتصادي الذي لعبته صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية الإقليمية في تمكين النمو، توضّح في الآونة الأخيرة عبر النمو المتواصل لمؤشرات صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأضاف أن التواصل بين شركات الاتصالات بات عنصراً مهماً لنجاحها محلياً وإقليمياً، مشيراً إلى أن مجلس «سامينا» يسعى لتعزيز جهود الجهات المعنية في قطاع الاتصالات، في السعي إلى بناء الاقتصادات الرقمية. وتوقع أن يصل عدد المشتركين بخدمات النطاق العريض عبر الهواتف الخليوية إلى 50 مليون مشترك بحلول عام 2013 (العدد نفسه كان 7 ملايين مشترك في 2008)، مع معدل نمو سنوي يبلغ 45 في المئة. وقدمّ توماس ويلسون الرئيس التنفيذي ل «سامينا» خطة المجلس للسنوات الثلاث المقبلة، مشيراً إلى وجود رؤية طويلة الأمد تستند إلى توفير صوت موحّد ومنتدى للتعاون لمشغلي شبكات الخليوي ومزودي خدماته. وقال:»سيعزّز المجلس عمليات صوغ سياسات رقمنة محددة، كي تعتمد على الصعيد الوطني في قطاع الاتصالات، الأمر الذي يساهم في خلق فرص نمو جديدة لمشغلي الاتصالات والجهات المعنية في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرقمية، إضافة إلى دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، وتشجيع مبادرات التعاون التي تمكن من تحقيق النمو وتحسين الكفاءة وتحفيز الاستثمار والتنمية. وأوضحت محاسن عجم رئيسة وحدة الإعلام وشؤون المستهلكين في الهيئة المنظمة للاتصالات في لبنان، أن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات الإلكترونية المتطورة، تعزز التنمية الاقتصادية والنمو من خلال توفير مصادر جديدة للإيرادات الحكومية وتحسين العائدات وتوفير خدمات متطوّرة للجمهور، وتعزيز الشفافية والحدّ من النفقات أو تلبية الطلب المتنامي بشكل سريع على خدمات الخليوي. وتركز جزء من أعمال «مؤتمر سمينا»، عبر مجموعة من الندوات والجلسات، حول التجديد والابتكار في محتوى الشبكات الخليوية، فضلاً عن الابتكار والتجديد في التقنيات المستخدمة في المنازل من خلال خدمات النطاق العريض عبر الأقمار الاصطناعية.