الأرجح أنّه لا تسهل المنافسة في سوق تضم ما يزيد على 2.3 بليون خليوي، بل إنّه يكبر على مدار الساعة. ومنذ بعض الوقت، صارت الهواتف الذكيّة التي تعمل بنظام «آندرويد» المفتوح المصدر (أطلقته أساساً شركة «غوغل»)، تحتل المساحة الأكبر في ذلك السوق. وتركت شركات كثيرة أحلامها بصنع هواتف تعمل بنظام تشغيل خاص بها، بل لم يبق منها سوى العملاقين المتنافسين أبداً «آبل» ومايكروسوفت! وصار بداهة القول إن الانتشار الانفجاري للتطبيقات «آبليكاشنز» Applications التي تعمل بنظام «آندرويد» هي الرافعة الأساسيّة في انتشار ذلك النظام على الهواتف الذكيّة وأجهزة ال «تابلت» وغيرها. وفي أواخر عام 2017، انفتحت شركة «نوكيا» على التطبيقات التي تعمل بنظام «آندرويد»، تاركة حلماً قديماً كانت تنسجه مع «مايكروسوفت»، عبر تطبيقات خاصة بهما. وثمة شركات التقطت منذ البداية خيط ال «آندرويد» وراهنت عليه، من بينها شركة «أتش تي سي» HTC التايوانيّة الشهيرة. ونجحت الشركة في ترسيخ قدمها في سوق البليوني خليوي، استناداً إلى مواصفات عدّة، خصوصاً إضفاء السهولة والاستعمال البديهي على التقنيّات المتطوّرة في هاتف يكون سعره اقتصاديّاً. ومع هاتفها الجديد «يو 11+» U11+، برز منحىً آخر في رهانات تلك الشركة: إنّه الحافة! نعم. تلك الحافة التي تمتد على طول الشاشة وأمام عين المستخدم، أغرت غير شركة في العمل عليها. وطري في الذاكرة اشتغال شركة «سامسونغ» Samsung على تلك الحافة، بل إنها كرّست لها سلسلة هواتفها من نوع «إيدج» Edge التي تعني «الحافة» بالإنكليزيّة. ودخل «يو11+» المنطقة العربيّة من باب الخليج العربي، تحديداً دبي. ويلفت فيه أنّه يركز كثيراً على كل معطى الاتصال بالإنترنت. ويذكّر ذلك بأن شركة «أتش تي سي» أبرمت صفقة خاصة مع «غوغل» فاقت قيمتها بليون دولار. وفي ظلال تلك الصفقة، جاء «يو11+» حاملاً علاقة خاصة مع الإنترنت، بل إنّ معظم مواصفاته تتمحوّر على الاتصال مع تلك الشبكة التي يُعتَبَر «غوغل» درّة التاج فيها. وعند الضغط على «الحافة»، تظهر قائمة تمكّن من تشغيل الكاميرا، والوصول إلى ألبومات الصور، وطلب المساعد الشخصي الصوتي (على غرار طلب الأرقام بقراءتها أو بنطق اسم صاحبها)، وتشغيل الموسيقى، ومجموعة من التطبيقات الأخرى، بما فيها خرائط «غوغل» الشهيرة. وباتت الأخيرة جزءاً مما يتقن الجمهور الواسع استخدامه في التنقل والوصول إلى أماكن محددة، والتعرّف إلى المعطيات الجغرافيّة للمكان وغيرها. قل «هالّو» يصبح تلفزيونك ذكيّاً حتى تلفزيونك العادي (لنقل أنه قديم قليلاً) يستطيع أن يصبح آلة تتمتّع بالذكاء الاصطناعي، ليقف على قدم المساواة مع الشاشات الفضيّة الأكثر حداثة وجدّة! المفتاح السحري لذلك التحوّل هو أداة بسيطة صنعتها شركة «سولابوريت» Solaborate الأميركيّة، بالأحرى فريق مختص فيها عمل على مشروع حمل اسم «هالو 2» Hello 2. وظهرت تلك الأداة في «معرض إلكترونيّات المستهلك- 2018» Consumer Electronics الذي اختتم أعماله في مدينة لاس فيغاس الأميركيّة أخيراً. وبمجرد توصيله مع التلفزيون عبر مدخل «يو أس بي» (أو ربطه بال «ديكودار» الذي يلتقط البث الفضائي أو حتى جهاز الفيديو)، يُحدِث «هالو2» ثورة ذكيّة في شاشتك. إذ يستطيع أن ينقل المحتويات الرقميّة كلّها من حاسوبك (أو ال «تابلت» أو الهاتف الذكي) إلى التلفزيون المنزلي. ويتولّى أيضاً تنظيم اتصال بين التلفزيون والإنترنت، متيحاً التحكّم بالمواد المرئيّة- المسموعة التي تتدفق عبر الشبكة إلى شاشة تلفزيونك المنزلي. وفي زمن باتت فيه مواد التلفزة تنتقل عبر الإنترنت، مع ما يرافق ذلك من ظواهر تقف «نت فليكس» Netflex شاهداً عليها، يعطي «هالو2» القدرة على التحكّم في تدفق تلك المواد، سواء وصلت عبر ألياف الإنترنت، أو محمولة على موجات ال «واي- فاي» المنزلي، أو عبر الكابلات المختصة بتلفزة ال «ويب». وإذا كان لديك جهاز يعمل بموجات اللاسلكي كالهاتف الذكي، تستطيع نقل محتوياته مباشرة إلى تلفزيونك. وأبعد من ذلك، يستطيع تلفزيونك أن يصبح شاشة للمكالمات البصريّة المنقولة عبر الإنترنت، على غرار محادثات «سكايب». واستطراداً، يتحوّل التلفزيون أيضاً محطة لمؤتمرات الفيديو، وربما دمج الأمر مكتب العمل ومع غرف المنزل، ما يمكن من العمل من البيت. ولا يتطلب الأمر تثبيت برامج خاصة، ولا استعمال موصلات ومحوّلات مختلفة، وفق ما يوضح موقع «أمازون.كوم» عن تلك الأداة المتطوّرة التي تتوافق مع أداته «أليكسا» Alexa أيضاً. درّاجتك تعرف وجهك وتتحرك بإشارة من أصبعك أدهشت شركة «ياماها» Yamaha اليابانيّة التي طالما اشتهرت بآلاتها الموسيقيّة المتنوّعة (بما فيها الرقميّة)، جمهور «معرض لاس فيغاس لإلكترونيّات المستهلك- 2018»، بعرضها دراجة آليّة («موتورسايكل» Motorcycle) ذكيّة حقّاً. ويصعب وصفها بالدراجة البخاريّة، لأنها كهربائيّة بالكامل، بل إن بطارياتها تستعمل وزنها في إعطاء توازن حركي لتلك الآلة. وحملت الدراجّة اسم «موتورويد» MOTOROiD، وهي أولى في تبني إدخال الذكاء الاصطناعي إلى ذلك النوع من الآلات. وتتفاعل «موتورويد» مع سائقها، فتتعرّف إلى وجهه الذي يكون مفتاح تشغيلها، ما يعطي حماية من السرقة. وزوّدتها الشركة بمجموعة من التقنيّات التي تتشابه مع الحسّ البشري، بمعنى أنها تستجيب للصوت أو الإشارة. ويستطيع سائق تلك الدراجّة أن يشغّلها عبر الإشارة إليها بحركات من أصابعه، فيسيّرها إلى الأمام أو الخلف، بل يستطيع أن يوقف حركتها بتلك الطريقة أيضاً. وعلى غرار مشاهد السحر أو لقطات أفلام هوليوود، يستطيع السائق أن يشير إلى الدراجة، فتشغّل نفسها وتطوي العمود الجانبي، وتسير بنفسها إليه! وبفضل برامج الذكاء الاصطناعي في التعرّف إلى الأنماط، تتعلّم الدراجة طريقة سائقها في القيادة، فتقلّد نمطه فيها. ورأى بعض متابعي الشأن التقني أنها تعطي نموذجاً آخر عن تبني شركة «ياماها» لمفهوم «كاندو» Kando في الثقافة اليابانيّة، وهي كلمة تعني «الروحانيّة». وربما انطبق الوصف حتى على شكلها الذي لا يخلو من غرائبيّة أفلام الخيال العلمي كسلسلة «ماتريكس» Matrix الشهيرة. وتهيمن لدائن الكربون على هيكلها، ما يعطيه خفة في الوزن ومزيجاً مدهشاً من المرونة والصلابة. ولأنها تسير بالدفع من الخلف، عمد صُنّاعها إلى وضع المحرّك قريباً من العجلة الخلفيّة، ما يقلص في أدوات الربط بينهما.