يعتبر نظام تشغيل «اندرويد» الذي طورته شركة «غوغل» الأكثر انتشاراُ في العالم، إذ يزيد عدد مستخدميه النشطين حول العالم عن 1.4 بليون مستخدم شهرياً، لكن على رغم ذلك، لا تجني الشركة الأميركية منه أرباحاً تذكر. ويواجه «اندرويد» مصيراً غير مؤكد، فهو مشروع «مفتوح المصدر»، ويتوافر مجاناً لكل مستخدمي الهواتف والألواح الذكية، ما يعني أن «غوغل» لا تحقق من ورائه أرباحاً كبيرة، في حين أنه يكلفها الكثير من المال على مدار الساعة. وتهدف «غوغل» من خلال توفير هذا النظام للمستخدمين من دون كلفة، إلى زيادة عدد المتصفحين على محرك البحث «غوغل» عبر الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام «اندرويد»، ما سيزيد من فرص دخول المستخدمين إلى المواقع الإعلانية التي يعرضها «غوغل». ونشر موقع «بيزنس انسايدر» الإخباري نتائج تقرير أعده محللون في مؤسسة «غولدمان ساكس» للأبحاث، أن «غوغل» جنت نحو ثلاثة بلايين دولار من عمليات البحث على أجهزة «اندرويد» عام 2014، وهو رقم متواضع مقارنة بأرباح الشركة التي بلغت 66 بليون دولار خلال العام ذاته، خصوصاً أن «فايسبوك» أحرزت أكثر من 2.65 بليون دولار من أرباح إعلانات الهواتف خلال الفصل الرابع فقط من عام 2014. وذكر موقع «بوكيت ناو» المختص بالتكنولوجيا أن مجمل أرباح «غوغل» تأتي في الأساس من بيع الإعلانات. فالشركة الأميركية تبيع الإعلانات التي تندرج تحت نتائج محرك البحث والتطبيقات الخاصة بها، إضافة إلى الإعلانات التي تظهر في المواقع التي يتصفحها المستخدم من خلال محرك بحث «غوغل»، وأيضاً من خلال التطبيقات التي تقوم الشركة الأميركية بتشغيلها، إلى جانب الأرباح من تراخيص تطبيقاتها التي تأتي على معظم هواتف «اندرويد»، مثل «جيميل». وتتقاضى «غوغل» أيضاً مبالغ من مطوري البرامج على متجر التطبيقات «بلاي ستور» الذي تشغله أجهزة «اندرويد»، حتى وإن كانت مجانية. ومن أجل بيع الإعلانات، يجب أن توفر «غوغل» للشركات المعلنة الجمهور المناسب الذي يتماشى مع أهدافها، لأن ذلك يزيد من فرص ضغط المستخدم على الإعلان. لذا تركز «غوغل» جهودها على معرفة جمهورها جيداً، ودرس احتياجاتهم وميولهم وعاداتهم من خلال تطبيقات مثل «غوغل اناليتكس» و«غوغل اد سينس» اللذان يكوّنان ملفاً شخصياً لكل مستخدم عبر تحليل المواقع التي يزورها يومياً. وتستطيع الشركة الأميركية أيضاً جمع معلومات عن مستخدمي متصفحها «كروم» أو بقية تطبيقاتها. وأفاد «بيزنس انسايدر» أنه حتى إن لم يدر «اندرويد» أرباحاً كبيراً للشركة حتى الآن، فهو استطاع على الأقل كسر سيطرة منافستها «مايكروسوفت» ونظامها «ويندوز موبايل»، على حصة تصفح الإنترنت عبر الأجهزة الذكية، لكن ذلك لا يعني أن «غوغل» لن تعمل على التفكير في وسائل أكثر لزيادة دخلها من نظام التشغيل المجاني في المستقبل.