هاجمت مجموعة مسلحة أمس فجراً، مركزاً حدودياً لوحدات الحرس الوطني (الدرك) التونسي في مدينة «بن قردان» الحدودية مع ليبيا جنوب البلاد من دون وقوع إصابات في صفوف الدرك أو المسلحين، في حين تظاهر آلاف التونسيين في العاصمة تنديداً بالإرهاب بعد يومين على العملية التي استهدفت منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو في محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر (غرب) وأسفرت عن مقتل 4 رجال أمن. وذكرت مصادر أمنية أن مجموعة مسلحة تسللت من الجانب الليبي وتوجهت نحو المركز الحدودي على متن سيارات رباعية الدفع، حيث دخلت في مواجهة مع عناصر الدرك قبل فرارها نحو الأراضي الليبية. وأكد الناطق باسم النيابة العامة في تونس سفيان السليطي أمس، أن التحقيقات الأولية اثبتت أن منفذي الهجوم على منزل وزير الداخلية ينشطون ضمن كتيبة «عقبة بن نافع» المتواجدة في جبل الشعانبي الحدودي المكونة من تونسيين وجزائريين. وترتبط بكتيبة «الفتح المبين» الجزائرية المرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وأكد الوزير المكلف الأمن رضا صفر الخبر، إذ صرح للإذاعة بأن الهجوم على منزل وزير الداخلية شارك فيه مسلحون جزائريون، موضحاً أنها مجموعة تابعة لتنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي المحظور ممن أبدوا الولاء لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مع دعم جزائري». وتواصلت، منذ الهجوم على منزل وزير الداخلية، عمليات التمشيط في مدينة القصرين وجبال «السلوم» و «الشعانبي» و «سمامة» تعقباً للمسلحين، أسفرت عن توقيف عدد من المشتبه بهم لا يزالون رهن التحقيق. في غضون ذلك، رست 5 بوارج حربية تابعة لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ميناء حلق الوادي في العاصمة التونسية أول من أمس. وقال مساعد قائد العمليات البحرية في «الناتو» آريان ويندوروهد إن «الوضع الأمني في منطقة البحر المتوسط تهمنا جداً بخاصة بعد الأحداث الأخيرة في جنوب المتوسط» (شمال أفريقيا)، مضيفاً أن «الناتو يعمل على مكافحة الارهاب وسيواصل هذا في منطقة المتوسط بالتعاون مع دول المنطقة وذلك عبر التبادل المعلوماتي». وأوضح ويندوروهد أن رحلة البوارج الخمس (بريطانية وإيطالية وتركية وبارجتين ألمانيتين) التي انطلقت من ألمانيا، في حزيران (يونيو) الماضي، تهدف إلى تأمين السلامة البحرية في البحر المتوسط وتدعيم تواجد الناتو في المنطقة.