يواجه الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست امتحاناً عسيراً آخر، بعدما قدّم نواب أميركيون مشروع قانون يشدّد القيود الواردة في الاتفاق وينصّ على إعادة فرض عقوبات على طهران، إن لم تحترم الشروط الجديدة. لكن روسيا كرّرت تحذيرها من عواقب انهيار الاتفاق على الأمن في العالم. وقالت النائب الجمهورية ليز تشيني إن النص الذي طرحه زميلها الجمهوري بيتر روسكام «يشير بوضوح إلى ما يجب أن يتضمّنه الاتفاق الفاعل، من أجل منع إيران من امتلاك أسلحة نووية»، واعتبرت أن أي اتفاق «يجب أن يسمح على الأقل بعمليات تفتيش، بما في ذلك للمنشآت العسكرية، في أي مكان وزمان، ويحظّر تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية وتطوير صواريخ باليستية». وأشارت إلى أن النصّ «سيضمن الامتناع عن تخفيف العقوبات المفروضة على أيران، إلا إذا احترمت المتطلبات الأساسية» للاتفاق. وندّدت تشيني بالصيغة الحالية للاتفاق المُبرم في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إذ رأت أنه «منح النظام الإيراني رفعاً للعقوبات في مقابل وعود لا يمكن التحقق منها». ويأتي ذلك بعدما أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكونغرس والحلفاء الأوروبيين 120 يوماً لإصلاح «عيوب جسيمة» في الاتفاق النووي، وذلك تحت طائلة انسحاب واشنطن منه. وتزامن طرح مشروع القانون مع اتهام المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن نيكي هايلي النظام الإيراني بأنه «السبب الرئيس لعدم الاستقرار في جزء غير مستقر من العالم». وأشارت أمام مجلس الأمن إلى دعم طهران «إرهابيين وناشطين بالوكالة وقتلة، مثل (الرئيس السوري) بشار الأسد»، معتبرة أن على المجتمع الدولي الرد على «انتهاكات خطرة» تمارسها إيران لالتزاماتها، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الذي صادق على الاتفاق النووي، «ليس لأننا نريد أن يفشل الاتفاق، بل لأننا نريد أن تنجح قضية منع انتشار الأسلحة النووية». لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نبّه إلى أن «فشل الاتفاق، خصوصاً بسبب طرف (من الموقّعين عليه)، سينطوي على رسالة تعرّض بنية المجتمع الدولي بأسره لخطر، بما يشمل آفاق التعامل مع المشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية». وأضاف خلال اجتماع المجلس: «لا يمكننا التخلّي عن إنجاز حقيقي للديبلوماسية الدولية، لمصلحة أجندات سياسية لدول». أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فرأى أن من مصلحة العالم «الحفاظ» على الاتفاق. على صعيد آخر، بثّ القسم الفارسي في «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن فاطمة، ابنة الرئيس الراحل لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، زعمت العثور على آثار لمادة مشعة، على منشفة استُخدمت لتغطية الرئيس السابق لدى نقله إلى مستشفى في كانون الثاني (يناير) 2017، بعد تعرّضه لأزمة قلبية، علماً أن سبب وفاته لم يُعلن بعد. وقال مذيع الأخبار في «بي بي سي فارسي» خلال بثّ التقرير: «تفيد ابنة هاشمي رفسنجاني بالعثور على آثار إشعاعية في منشفة استُخدمت لتغطية والدها، حين نُقل من مسبح إلى مستشفى» حيث أُعلنت وفاته بعد ساعات. وأضاف أن مسؤولاً حكومياً نقل عن فاطمة رفسنجاني قولها إنها ووالدتها أيضاً تعرّضتا لتلوّث إشعاعي منخفض.