لم تأتِ موافقة الهولندي لويس فان غال على تدريب مانشستر يونايتد الإنكليزي منقوصة من ضمانات تمنحه فرصة نجاح أكبر، إذ تقدمها بعيداً عن الميزات المالية الشخصية منحه موازنة مفتوحة لإعادة بناء كتيبة «الشياطين الحمر» بعد الموسم المخيب للآمال بقيادة المدير الفني الأسكتلندي دايفيد مويز، الذي فرط بكل مكتسبات النادي الفنية قبل أن يُقال في نهاية المطاف. فان غال الذي ينتظر أن يتقاضى 6 ملايين جنيه إسترليني راتباً سنوياً، وهو مبلغ جيد لكن الأهم بالنسبة له هو ما رصدته له إدارة النادي للدخول بقوة في سوق الانتقالات الصيفية، إذ سيكون بمقدار الهولندي صرف 200 مليون جنيه إسترليني، وتشير مصادر مقربة من النادي إلى أن لائحة المدير الفني الهولندي تتضمن مجموعة من الأسماء اللامعة القادرة في حال انضمامها إلى أولدترافورد على إحداث فارق كبير. الجهاز الفني الذي سيعمل مع فان غال لم يكتمل بعد، إذ لم يعلن النادي أو المدرب عن أيٍ من طاقمه، باستثناء لاعب الفريق المعتزل ريان غيغز الذي سيتولى مساعدة الهولندي، فيما تشير المصادر إلى رغبة الإدارة بمنح ثلاثي صف عام 1992 فيل نيفيل ونيكي بات وبول سكولز مهمات في النادي لم تتحدد بعد. عمل فان غال سيبدأ مع مانشستر يونايتد بعد نهاية كأس العالم 2014 في البرازيل، إذ يودع منتخب هولندا رسمياً، وهو يعد النفس بتدعيم صفوف الفريق الإنكليزي بنخبة من اللاعبين قبل انطلاق تحضيرات موسم 2014 - 2015. «الشياطين الحمر» بحاجة إلى غربلة كبيرة إذا ما أرادوا العودة إلى الواجهة، ومع رحيل قلب الدفاع الصربي نيمانيا فيديتش إلى إنترميلان، وإبلاغ ريو فيرديناند بأنه لن يمنح عرضاً جديداً، يواجه العديد من لاعبي الفريق مصيراً غامضاً، وعلى رأسهم الفرنسي باتريس إيفرا والبرتغالي ناني والمكسيكي خافيير هيرنانديز «تشيتشاريتو» والبرازيلي رافائيل. على الجهة المقابلة، تنتظر الجماهير بفارغ الصبر الإضافات التي من شأنها أن تعيد البريق الخافت إلى «أولدترافورد»، ويأتي في مقدمها قلب الدفاع الألماني ماتس هاملز صخرة دفاع بوروسيا دورتموند أو مواطنه أولغر باتشتوبر قلب دفاع بايرن ميونيخ، لكن الأخير تبدو حظوظه أقل خصوصاً أنه غائب منذ أكثر من عام عن الملاعب بسبب الإصابة. في خط الوسط هناك رغبة كبيرة من فان غال في ضم كل من الألماني توني كروس نجم بايرن ميونيخ وجناح النادي البافاري أيضاً الهولندي أريين روبن، كما أن الكرواتي ماريو ماندزوكيتش على لائحة الهولندي، في حين يبدو الإسباني سيسك فابريغاس خيار لا بد منه ضمن خطط المدير الفني الجديد. بالعودة إلى الجهاز الفني، فإن ضحايا فان غال هم مدرب الحراس كريس وودز، ومدير الكشافين روبي كوك، والمحلل جيمس سميث، فيما قرر الهولندي عدم ضم مواطنه باتريك كلويفرت إلى جهازه الفني، فيما سيبقى مساعده داني بليند مع منتخب هولندا، إذ سيكون مساعداً لخليفة فان غال أي غوس هيدينك. فان غال يملك سجلاً حافلاً، إذ سبق وأن درب أندية أياكس أمستردام وبرشلونة وبايرن ميونيخ والكمار، إضافة إلى منتخب بلاده، وارتبط اسمه بتدريب فريق توتنهام قبل مدة. من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي في مانشستر يونايتد إد وودورد بعد تعيين فان غال: «لقد نجحنا في استقدام أحد أفضل المدربين على مستوى العالم»، أما غويل وأفي غلايزر مالكي النادي فاعتبرا فان غال الرجل المناسب لقيادة الفريق.