عاين ظهر امس، وفد عسكري من الجيش اللبناني منطقة مارون الراس، حيث استشهد 11 فلسطينياً برصاص العدو الإسرائيلي وأُصيب 111 آخرون بجروح خلال مسيرة «حق العودة» في ذكرى النكبة الاحد الماضي، وذكر موقع «ناو ليبانون» الالكتروني الإخباري أنَّ «هدف الزيارة، استكشاف المنطقة تمهيداً لضم المعاينات والمشاهدات إلى ملف الشكوى التي تقدم بها لبنان لدى مجلس الأمن ضد اسرائيل». وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي التقى في اليرزة امس، قائد قوات «يونيفيل» اللواء البرتو أسارتا، يرافقه المستشار السياسي والإعلامي ميلوش شتروغر، وتركز البحث، وفق الوكالة «الوطنية للإعلام» (الرسمية) على «التطورات الحاصلة على الحدود الجنوبية، والمجزرة البشعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين العزّل في مارون الراس، وخرقه الفاضح للقرار 1701. كما جرى البحث في سبل تكثيف الجهود والتنسيق بين الجيش والقوات الدولية، للحفاظ على استقرار المنطقة». وأوضح وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال علي الشامي ان الشكوى اللبنانية الى مجلس الامن وجهت «وهناك العديد من الشكاوى لدى مجلس الامن ونلفت النظر الى تصريح رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن ضرورة تحرك المجتمع الدولي والاممالمتحدة لردع اسرائيل ومحاسبتها». وشدد الشامي في دردشة اعلامية امس، على «اهمية دور يونيفيل في مساعدة الجيش اللبناني في مهماته كونه المسؤول عن الامن في المنطقة»، مؤكداً ان على «الجيش اللبناني ويونيفيل ردع أي اعتداء اسرائيلي على لبنان، وبالتالي ألا تقف قوات يونيفيل موقف المتفرج بل تتحرك وفقاً لمهماتها». وتواصلت المواقف المستنكرة للجريمة الاسرائيلية بحق المدنيين العزّل، وحيا الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي في تصريح «الشباب الفلسطيني والعربي البطل الذي شارك في مسيرة العودة، واستطاع ببطولة نادرة مواجهة الاسرائيليين المدججين بأحدث الاسلحة بصدور عارية لا تحمل سوى الإيمان بقضية العودة والعزة والكرامة، وقدموا الشهداء والجرحى بشجاعة نادرة وهم على ارضهم او على بعد امتار منها»، معتبراً ما جرى «بداية سلوك طريق العودة الى فلسطين». وكان كرامي التقى رئيس «التجمع الشعبي العكاري» النائب السابق وجيه البعريني الذي وصف ما جرى الاحد «في كل الساحات»، بأنه «أعاد الأوضاع الى ما يجب أن تكون عليه ألا وهو ان قضية فلسطين هي القضية العربية المركزية». واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية ياسين جابر في تصريح «ان رصاص الغدر على الفلسطينيين يمثل قمة الإجرام والقتل الاسرائيلي المتعمد ضد شعب اعزل الا من حقه برؤية وطنه من على حدود لبنان بعد 63 سنة على احتلاله واغتصابه». ورأى ان اسرائيل «تجاوزت كل الأعراف وضربت بعرض الحائط القرارات الدولية بعد عدوانها السافر الذي ارتكبته في مارون الراس والذي يؤكد تاريخها الحافل بالمجازر من جنوب لبنان الى فلسطين والجولان». ودعا الاممالمتحدة الى «ردع اسرائيل على الجريمة التي ارتكبتها وإنزال العقوبات الشديدة بحقها كي تنصاع للقرارات والأعراف الدولية»، منوّهاً بتقديم لبنان شكوى الى مجلس الامن. ووصف المستشار العام لحزب «الانتماء اللبناني» أحمد الأسعد، في مؤتمر صحافي «التصرف الاسرائيلي في مارون الراس» بأنه «وحشي وبربري، وجريمة ضد الانسانية، وهذا أمر تعودناه من العدو الاسرائيلي وجميعنا يعرف أن هذا العدو لا يقيم اعتباراً للأخلاق والانسانية، ويمكن أن يرتكب أفظع المجازر بدم بارد». وقال: «من هنا، وما دمنا نعرف بالخبر والتجارب المرة والمؤلمة كيف يتصرف الاسرائيليون، لماذا أصر بعضهم على توريط هؤلاء الأبرياء، والدفع بهم الى فم الذئب؟ لماذا جعلهم بعضهم متراساً لحسابات سياسية اقليمية، ولماذا يصرّ هذا البعض على أن يبعث بالرسائل السياسية على ظهر الناس الذين لا ذنب لهم؟». واعتبر ان «من نظم هذا التحرك، بل هذه المغامرة، يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية ما حصل»، مستغرباً تحرك جبهة الجولان «اليوم، بعد نحو 40 سنة من الهدوء؟»، مشيراً الى ان «جروح تموز 2006 لا تزال مفتوحة، ولبنان لا يزال يدفع الى اليوم ثمن المغامرات غير المحسوبة، فحذار توريط لبنان مجدداً في لعبة تصفية الحسابات على أرضه».