أعلنت موسكو استعدادها لاستضافة محادثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» في «أسرع وقت»، بهدف إنهاء «الحرب الأهلية». وشدد بيان أصدرته الخارجية الروسية على ضرورة «تسريع استئناف انطلاق المحادثات، بعدما أثبتت التجربة الدولية فشل محاولات تسوية المشكلات في أفغانستان عبر استخدام القوة العسكرية»، مشيراً إلى «حاجة ملحة إلى اتخاذ خطوات جدية لبدء عملية مصالحة وطنية على أساس قرارات مجلس الأمن». ودعا الأفغان إلى «العمل لتسوية المشكلات وإنهاء الحرب الأهلية بين أشقاء»، مؤكداً أهمية «تسريع الخطوات لإطلاق مفاوضات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان»، ولافتاً إلى استعداد موسكو لتأمين «منصة للمفاوضات». وتابع: «نحضّ بقوة على أن تبدأ المفاوضات في أسرع وقت». وأشارت الخارجية الروسية إلى «دعم موسكو الكامل لأي آلية لإطلاق مفاوضات مباشرة، في إطار آلية موسكو، أو عبر آلية شنغهاي- أفغانستان». وكانت روسيا استضافت في نيسان (أبريل) الماضي لقاءً وزارياً بمشاركة 11 بلداً معنياً بالصراع في أفغانستان، أطلقت عليه تسمية «آلية موسكو»، وتحفظت عليه واشنطن. كما أطلقت مجموعة اتصال مع أفغانستان، في إطار «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تضم، إضافة إلى روسيا والصين، أربع جمهوريات سوفياتية سابقة، كما حصلت إيران والهند وباكستان وأفغانستان على عضوية فيها بصفة مراقبة. وانتقدت موسكو أخيراً سياسات الولاياتالمتحدة في أفغانستان، معتبرة أنها «فاقمت الموقف وأسفرت عن زيادة التهديدات في البلد»، ومتعهدةً تنشيط سياستها للبحث عن مخرج للصراع الأفغاني. في غضون ذلك، أعلن عطا محمد نور، حاكم إقليم بلخ في أفغانستان، رفضه قراراً بإقالته، مصرّاً على البقاء في منصبه. وقال نور، الملقب ب «ملك الشمال»، إنه لن يتخلى عن منصب يتولاه منذ عام 2004، كما رفض إعلاناً أصدره مكتب الرئيس أشرف غني باستقالته، وزاد: «أنا الحاكم وسأبقى كذلك إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق في المحادثات الجارية» بين حزبه «جماعة الإسلام» والرئاسة. هذه الأزمة أقلقت واشنطن، وتطرّق إليها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، خلال مكالمة هاتفية مع غني. وأعلن البيت الأبيض أن بنس أعرب عن «دعمه للحكومة الأفغانية، للانخراط (في مفاوضات) مع حاكم بلخ، ونقل السلطة سلماً وعبر التفاوض».