دعا رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» السورية المعارضة نصر الحريري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعماء الاتحاد الأوروبي إلى زيادة الضغط على النظام السوري وحليفيه روسيا وإيران، للعودة إلى المحادثات، مرجّحاً عقد الجولة التاسعة من المفاوضات في فيينا في 24 و26 الجاري. وحذّر الحريري من خطة الولاياتالمتحدة بناء قوة عسكرية من 30 ألف فرد بقيادة الأكراد في سورية، معتبراً أنها «قد تؤدي إلى التقسيم». وقال في مقابلة أمس: آن الآوان كي يزيد ترامب والمستشارة (الألمانية أنغيلا) مركل ورئيسة الوزراء (البريطانية تيريزا) ماي من الضغوط مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل سياسي حقيقي وعادل في سورية». وحذّر من أن دماء المدنيين ستظل تراق ما لم تكثف الولاياتالمتحدة وقوى الاتحاد الأوروبي الضغط على دمشق وموسكو وطهران». واستبعد حضور المعارضة «مؤتمر الحوار الوطني السوري» المُرتقب نهاية الجاري في سوتشي، كاشفاً أنها «لم تتلق دعوة بعد ولم تأخذ قرارا نهائيا بشأن الحضور». وأكد أن «الاتجاه العام هو عدم الذهاب إلى سوتشي». وقال: «من غير المقبول للمعارضة الذهاب إلى سوتشي في شكلها الحالي». ورداً على إعلان التحالف خطط بناء قوة حدودية جديدة في سورية، تساءل الحريري قائلاً: «ما فوائد تشكيل مثل هذا الجيش؟»، لافتاً إلى أن ذلك «سيفتح ذلك الباب على مصراعيه أمام صراع مستقبلي في المنطقة. وقد يفتح الباب أمام تقسيم سورية في المستقبل». وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة أعلن الأحد عزمه تشكيل قوة حدود تقودها «قسد»، لتتولى حماية الحدود مع تركيا والعراق وعلى طول نهر الفرات. واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أمس، أن المشروع الأميركي سيزيد من حدّة الأزمة السورية ويُدخلها في «حالة فوضى كبرى». وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن «القرار الأميركي المتعلّق بإنشاء قوّة عسكرية جديدة في سورية يعدّ تدخلاً واضحاً بالشؤون الداخلية لسورية». ودعا الولاياتالمتحدة إلى سحب قواتها من سورية «في أسرع وقت ممكن»، و «إعادة النظر في سياساتها التخريبية التي تنتهجها في المنطقة». وحلّ الملف السوري موضوعاً أساسياً في اتصال أجراه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس. وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية بأن «الطرفين تبادلا الآراء حول عدد من القضايا الدولية الراهنة، خصوصاً المتعلقة بالتسوية السورية، في إطار عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي». وكان لافروف اعتبر في وقت سابق الإثنين، أن تشكيل الولاياتالمتحدة جيشاً في سورية «يضر بوحدة ترابها»، مشيراً إلى أن «منطقة كبيرة على حدود سورية مع تركيا والعراق ستصبح معزولة، وهو أمر يبعث على القلق». في المقابل، اعتبرت القيادية الكردية البارزة فوزة يوسف أن قوة الحدود المنتظرة «ستحمي الأكراد في مواجهة التهديدات المتنامية من تركيا ومن النظام السوري». وقالت في مقابلة صحافية الإثنين إن «المناطق بحاجة إلى حماية إلى حين التوصلّ إلى حل سياسي».