نددت دولة الإمارات العربية المتحدة باعتراض مقاتلات قطرية طائرتين إماراتيتين مدنيتين كانتا متجهتين إلى المنامة، التي دانت بشدة هذا العمل واعتبرت أنه «خرق واضح للاتفاقات والقوانين الدولية». وأشارت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات أمس، إلى رفض البلاد «تهديد سلامة حركة الطيران»، ووعدت باتخاذ «الإجراءات القانونية اللازمة لضمان أمن الطيران المدني وسلامته». وسارعت الدوحة إلى نفي الاتهام الإماراتي ب «اعتراض» الطائرة المدنية الأولى، وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر أن الاتهام «عار من الصحة»، فيما بثت وكالة الأنباء القطرية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصل بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي استقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة أمس. وأفادت الوكالة بأن ترامب وأمير قطر ناقشا خلال الاتصال الهاتفي «سبل تعزيز مجالات التعاون المشترك، خصوصاً في مكافحة الإرهاب». كما ناقشا «تطورات الأحداث في المنطقة». وأوضح المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات سيف السويدي، أن الطائرتين الإماراتيتين «وصلتا بسلام إلى البحرين وعادتا إلى الإمارات»، لافتاً إلى أن «الاعتراض الأول وقع في الساعة 10:30، والثاني في الساعة 11:05 صباحاً» بالتوقيت المحلي. وأكد أن «الرحلتين كانتا بين الرحلات الاعتيادية المجدولة ومعروفة المسار ومستوفية الموافقات والتصاريح اللازمة المتعارف عليها دولياً». ونقلت «سكاي نيوز عربية» عن السويدي إن «الحادثين وقعا عند مراحل اقتراب الطائرتين من مطار المنامة، أي في مرحلة الهبوط وانخفاض الارتفاع، واضاف ان «الطائرتين الإماراتيتين قابلتهما طائرات عسكرية بطريقة خطرة ولا يسمح بها القانون الدولي المنظم للطيران المدني». وأشار إلى أن «اعتراض مسار طائرة مدنية بأخرى مقاتلة فجأة قد يؤدي إلى رد فعل من الطيار يهدد سلامة الركاب والطاقم». وشدد على أن المسار الذي اتبعته الطائرتان «مسار ملاحي دولي متاح للحركة الجوية في هذه المنطقة، ولا يوجد أي اعتراض مسبق من قطر على استخدامه»، ولفت إلى أن «الطيران المدني الدولي يعتبر هذا الحادث اختراقاً خطيراً وتهديداً صريحاً لأمنه وسلامته». وفي ما يتعلق بالرد الإماراتي على هذا الحادث، قال إن «الهيئة تدرس الخيارات كافة للرد على هذا الاختراق الخطير وتجاوز الاتفاقات الدولية، والوسائل القانونية المتاحة لدى المنظمة الدولية للطيران المدني على هذا الصعيد». وتعهد «التحرك بأسرع وتيرة لضمان سلامة طائراتنا المدنية وأمنها»، مشيراً إلى إعداد شكوى معززة بأدلة، لرفعها عاجلاً إلى المنظمة الدولية لتتخذ إجراءات مناسبة. وأشارت وزارة الخارجية البحرينية في بيان، إلى أن «هذا السلوك القطري العدائي المرفوض تجاه الطائرات المدنية، تكرر في الفترة الأخيرة ويعرض سلامة الطيران المدني للخطر ويحمل تهديداً لحياة المدنيين». وأكد البيان وقوف البحرين إلى جانب الإمارات ودعمها كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها، ولوقف هذه الخروقات وصد هذه الانتهاكات من جانب قطر». وقال الشيخ القطري المعارض سلطان بن سحيم آل ثاني إنه «كان الأولى بالنظام القطري اعتراض الطائرات الإيرانية التي تجوب البلاد». وأكد الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني للشرق الأوسط أمجد طه، أن ما حدث هو «قرصنة جوية وإرهاب». وأضاف في تصريح إلى «الحياة» أن رحلة الطيران الإماراتي معروفة ومُجدوَلة، وأن الخطأ الذي تم «غير مبرر وخرق للمواثيق الدولية». وقدمت قطر رسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئاسة مجلس الأمن، في شأن قيام طائرة حربية مقاتلة إماراتية، يوم الجمعة الماضي، باختراق مجالها الجوي، مع نفي مصادر إماراتية هذه الاتهامات. وأكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عدم صحة الاتهامات القطرية. ويأتي الحادث بعد نحو 24 ساعة على تكذيب الإمارات الرواية القطرية في شأن احتجاز الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني. وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أن «المعارض القطري الشيخ عبدالله آل ثاني حل ضيفاً على الإمارات بناء على طلبه وحظي بواجب الضيافة والرعاية، بعد أن لجأ إلى الدولة نتيجة التضييق الذي مارسته الحكومة القطرية عليه». وأضاف المصدر أن «الشيخ عبدالله قوبل بكل ترحاب وكرم، وهو حر التصرف بتحركاته وتنقلاته، وقد أبدى رغبته بمغادرة الدولة، إذ تم تسهيل كافة الإجراءات له من دون أي تدخل يعيق هذا الأمر».