تجاوزت «رعونة» نظام الحمدين كل الأعراف والمواثيق الخليجية والدولية؛ إذ اعترضت مقاتلات قطرية طائرتين إماراتيتين مدنيتين كانت إحداهما في المسارات المعتادة برحلة اعتيادية متجهة إلى المنامة، فيما كانت الأخرى في مرحلة نزولها إلى مطار البحرين الدولي في رحلة اعتيادية مجدولة ومعروفة المسار ومستوفية للموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دوليا. واعتبرت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية في بيان صحفي نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام) اعتراض المقاتلات القطرية للطائرتين المدنيتين «تهديدا سافرا وخطيرا لسلامة الطيران المدني وخرقا واضحا للقوانين والاتفاقيات الدولية»، مشددة على أن رحلة الطائرة الإماراتية «رحلة اعتيادية مجدولة ومعروفة المسار ومستوفية لجميع الموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دوليا». ورفضت الإمارات «التهديد لسلامة حركة الطيران وستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لضمان أمن وسلامة حركة الطيران المدني». في غضون ذلك، عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية اعتراض مقاتلات قطرية طائرتين مدنيتين إماراتيتين متجهتين إلى عاصمة مملكة البحرينالمنامة، وذلك حسب ما جاء في بيان الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية. واعتبر المصدر، في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس، الخطوة «تهديدا لسلامة الطيران المدني وخرقا للقوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة»، لافتاً إلى الأخذ في الاعتبار أن بياني الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية أكدا أن كلا من الرحلتين «اعتيادية مجدولة ومعروفة المسار ومستوفية للموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دوليا». كما أدانت البحرين بشدة اعتراض مقاتلات قطرية الطائرة المدنية الإماراتية التي كانت متجهة إلى المنامة. ووصفت البحرين في بيان لوزارة خارجيتها بثته وكالة أنباء البحرين (بنا) أمس الخطوة ب«خرق واضح للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة وخاصة تلك الصادرة عن المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) وما نصت عليه اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي وتعديلاتها لعام 1944». وأكدت وزارة الخارجية البحرينية أن «السلوك العدائي المرفوض من قبل قطر تجاه الطائرات المدنية» بات متكرراً في الفترة الأخيرة ويعرض سلامة الطيران المدني للخطر ويحمل تهديداً على حياة المدنيين. فيما أكد وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي أن اعتراض طائرات مقاتلة قطرية طائرات مدنية إماراتية يمثل خرقا للاتفاقيات والأعراف الدولية، بل والقيم الإنسانية، لأنه يعرض أرواح المسافرين والأبرياء للخطر، مشيرا إلى أن لدولة الإمارات الحق في اعتراضها على هذا الخرق بالسبل القانونية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن فتحي قوله أمس (الإثنين) إن اعتراض الرحلات التجارية المدنية معروفة المسار والحاصلة على الموافقات والتصاريح المطلوبة تصرف غير مبرر، وفيه خطر شديد على أمن وسلامة الملاحة الجوية. وحاولت قطر التملص من الحادثة بإنكارها. الرادارات البحرينية رصدت المقاتلات كشف مدير الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية سيف السويدي رصد الرادارات البحرينية الطائرات العسكرية القطرية خلال اعتراضها الطيران المدني الإماراتي، إضافة إلى مشاهدة الواقعة بالعين المجردة من قبل طواقم الطائرات والركاب، ما يشكل تهديدا واضحا وصريحا لحياة مدنيين أبرياء. وأوضح السويدي في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية (وام) أمس (الإثنين) أن المقاتلات القطرية اعترضت الطائرة الأولى عند الساعة 10.30 صباحا، واعترضت الطائرة الثانية عند الساعة 11.05 من صباح أمس، على ارتفاع بين 9 إلى 10 آلاف قدم في رحلات روتينية اعتيادية معتمدة من المنظمة الدولية للطيران المدني. وأشار إلى أن الجانب القطري لم يسبق أن اعترض على استخدام الطائرات لهذه المجالات الجوية ولم يتم إصدار أي إنذار بعد الاستخدام. وأضاف: «ذلك يشكل انتهاكا واضحا للقوانين الدولية وسلامة الطيران المدني من الجانب القطري، وتهديدا وتخويفا في سابقة خطيرة، حيث اقتربت المقاتلات القطرية بشكل مفاجئ من الطائرات الإماراتية المدنية دون أي إنذار، في خرق واضح لأساسيات وأعراف وقوانين الطيران المدني الدولية». واعتبرت الهيئة العامة للطيران المدني هذه الواقعة بمثابة خرق خطير للاتفاقيات الدولية وسلامة حركة الطائرات المدنية، فيما تدرس الهيئة الخيارات القانونية المتاحة لدى المنظمة الدولية للطيران المدني (الايكاو) والمنظمات الأخرى ذات الصلة. وأعلنت وزارة المواصلات والاتصالات البحرينية ورود تقرير يؤكد وقوع الحادثة صباح أمس (الاثنين)، موضحة أن المقاتلات القطرية اقتربت لمسافة ميلين من الطائرة التابعة لطيران الإمارات (رحلة رقم EK837 من طراز بوينغ 777 القادمة من مطار دبي الدولي ومتجهة إلى مطار البحرين الدولي)، الأمر الذي عرض حياة المسافرين وطاقم الطائرة للخطر، ما حتم على مراقبي الحركة الجوية بالبحرين التدخل الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة الحركة الجوية. ولفت بيان وزارة المواصلات والاتصالات البحرينية إلى أنه تم رصد واقعة مماثلة لطيران الاتحاد الإماراتي رحلة رقم EY23B المتجهة من مطار أبوظبي الدولي إلى مطار البحرين الدولي وجار التحقيق بالواقعة. وأكدت الوزارة البحرينية عمل شؤون الطيران المدني على اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه الواقعة الخطيرة مع الجهات الدولية المعنية، ورفع تقرير مفصل إلى منظمة الطيران المدني الدولي (الايكاو).