وسط تحديات «الأزمة المالية» التي يمر بها العالم، تبدو الصفقات «الكروية» نقاطاً مضيئة، تمنح روح التفاؤل بإمكانات لعبة كرة القدم من الناحية المالية، وقدرتها على تجاوز ما أصاب قطاعات تجارية بارزة. وجاءت صفقات الأسبوع الجاري كأبرز الملامح، حين صرف نادي «ريال مدريد» الاسباني في أيام عدة 159 مليون يورو لضم لاعبين اثنين: البرتغالي كريستيانو رونالدو من «مانشستر يونايتد» الإنكليزي في مقابل 94 مليون يورو، والبرازيلي ريكاردو كاكا من «ميلان» الإيطالي في مقابل 65 مليون يورو. وتصدر رونالدو بعد هذا الاعلان أغلى الصفقات في تاريخ كرة القدم، فيما حل كاكا في المرتبة الثالثة، متخلفاً عن الفرنسي زين الدين زيدان، الذي انتقل من يوفنتوس إلى ريال مدريد أيضاً، في مقابل 75 مليون يورو العام 2001. وعلى رغم أن عشرات الملايين تعد مبالغ متوقعة في مواسم الانتقالات الأوروبية ومعارك جذب كبار اللاعبين، إلا أن الأمر لم يبلغ هذا المستوى في العالم العربي الذي لم تشهد صفقاته «الأصفار السبعة» إلا في حالات استثنائية، بل حتى صفقة «الأصفار الستة» لم تحدث إلا في حالات متناثرة هنا وهناك، كما حدث مع «النصر» السعودي الذي وقّع الأسبوع الماضي مع المهاجم محمد السهلاوي كأغلى صفقة محلية في الدوري السعودي قاربت 6 ملايين يورو، في حين كانت أغلى صفقات استقطاب اللاعبين الأجانب في الخليج لمصلحة نادي «العين» الإماراتي الذي استقطب التشيلي فالديفيا في مقابل 17 مليون يورو، في حين استقطب «الهلال» السعودي الموسم الماضي السويدي ويلهامسون في مقابل 8.4 مليون يورو تقريباً. ولا يعني كسب صفقات الملايين والنجاح على المستطيل الأخضر، غض الطرف عن الأزمات المالية التي تواجهها بعض أشهر الأندية العالمية، ومنها نادي «ليفربول» الانكليزي الذي أشار تقرير «شركة الكوب القابضة» الى أن ديونه بلغت 50 مليون يورو في العام 2008، وهو التقرير الذي أغضب مالكي النادي الاميركيين توم هيكس وجورج جيليت اللذين أكدا أن ديون ليفربول أقل بكثير من ديون منافسيه الثلاثة على قمة البطولة الإنكليزية «مانشستر يونايتد» و «تشيلسي» و «أرسنال».