أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم أمس إشارة البدء بإطلاق وتدشين أكبر جامعة نسائية في العالم من حيث المساحة والحجم، والتي تضم عشرات المباني التعليمية المختلفة إذ تبلغ مساحتها نحو ملايين متر مربع. وكلفتها بلغت نحو 20 بليون ريال. وتفقد خادم الحرمين عصر أمس قبل تدشينه الجامعة رسمياً عدداً من مرافقها التعليمية لنحو ساعة كاملة، واطلع خلال الجولة التي رافقه فيها أمير منطقة الرياض على ما تم من البناء وشملت الجولة إطلاق خدمة المترو (القطار السريع) الخاص لمنسوبات الجامعة والذي يمكنهن من التنقل داخل المدينة الجامعية بطريق طولي لمسافة تمتد إلى 14 كيلو متراً. من جهته، قال وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري في كلمته أمس بمناسبة افتتاح الجامعة رسمياً :«نشكركم يا خادم الحرمين على ما تولونه للتعليم العالي من الاهتمام الخاص الذي شمل كلاً من الطلاب والطالبات وجعل هناك بنية تعليمية قوية وما تتضمنه الجامعات من برامج متطورة». وأضاف: «لقد شهدت مسيرة التعليم العالي في ظل دعمكم الكثير من المنجزات والقرارات التي تواكب متطلبات العصر وتتصل مع حرص المملكة على تطوير منظومة التعليم، وتمثل ذلك في القدرة الاستيعابية للطلاب ووجهتم بتحمل الدولة 50 في المئة من رسوم الذين يتم قبولهم في الكليات الأهلية، وابتعاث الآف من المبتعثين بمختلف التخصصات إيماناً بأهمية مد جسور التواصل العلمي مع الجامعات المميزة، ولعل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الذي يعد من واحداً من أكبر البرامج التعليمية المميزة الذي شمل أكثر من 120 ألف طالب وطالبة ينهلون من ثقافات مختلفة، والمملكة في عدد مبتعثيها أصبحت ثالث دول العالم بعد الصين والهند، ولكنها في المركز الأول عالمياً الذين يحظون على رعاية ومنح حكومية. وزير المالية: ليست حرماً جامعياً وإنما مدينة حضارية كاملة إلى ذلك، قال وزير المالية إبراهيم العساف إن جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أضحت أكبر جامعة تعليمية على مستوى العالم من حيث الحجم والمكونات التعليمية المهمة والتي نفذت في وقت وجيز، وذلك خلال أقل من سنتين وشهرين منذ تسلم المقاولين للأرض التي تم عليها البناء. وأضاف العساف: «هذه الجامعة يا خادم الحرمين التي أطلقتموها والتي أمرتم ألا يدخر مالاً أو جهداً في تحقيق بنائها، وكنتم حريصين على الانتهاء منها في الوقت المحدد كما تم، وأمرتم بكاميرات للنقل المباشر لمتابعة سير العمل على مدار الساعة من قبلكم شخصياً، إضافة الى التقارير الشخصية التي ترفع لكم بصفة دورية». وتابع: «هذه الجامعة هي فعلاً مدينة كاملة وليست حرماً جامعياً، إذ يبلغ مساحتها 8 ملايين متر مربع، ويبلغ عدد مساحة البناء فيه نحو 3 ملايين متر ، وستكون صرحاً تعليمياً بما تضمه من مراكز أبحاث ومصادر تعليمية، وهي صديقة للبيئة، إذ تم العمل فيه على توفير الطاقة ونظام خاص لتسخين المياه وطبقت فيها أحدث المعايير لتكون صديقة أيضاً لذوي الاحتياجات الخاصة. وأكد وزير المالية إلى أن الجامعة الذين تواجد فيها أكثر من 75 ألف عامل بشكل يومي على مدار سنتين تضم أكثر من 15 كلية مختلفة التخصصات، منها 5 كليات طبية، ويوجد بها مستشفى جامعي فيه نحو 700 سرير، ومركز أبحاث مجهزة بأعلى المواصفات، ومنطقة إدارية وخاصة بالنساء، ومبنى آخر خاص بالرجال، ومنطقة سكنية لأكثر من 1400 فلة سكنية، روعي فيها أهم المتطلبات الحضارية. وفيها منطقة رياضية تنقسم لرجال وأخرى لنساء، وإستاد رياضي للطالبات يتسع إلى نحو 7000 متفرجة. من جهتها، خاطبت مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة هدى العميل الملك عبدالله قائلة في كلمتها أمس: «إن الأمة يا خادم الحرمين رأت فيك الأب والأخ والقائد، واختار قدر الله لها ذلك، وشابهت أباك الملك المؤسس - رحمه الله- وجئت اليوم تشرفنا في حفلتنا لتشرف بك جامعة تحمل اسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، والتي هي نعم الأخت والمرأة». وأضافت: «بإنجازكم بهذه القيمة العلمية وافتتاحكم لها تشرعون باب التاريخ ليقول لبناتكم هأنا أفتح لكم صفحاتي فأكتبن منجزات أمتكم وعطاء يرتقي لمليككم وحسن ظنه بكم، وهن فاعلات إن شاء الله. وقالت مديرة جامعة الأميرة نورة: «إنجازكم الجديد وحرصكم النبيل تجاه بناتكم اللاتي تسعون لتأهيلهن بأكرم التعليم، تعليم يبني ويصعد بالبناء ليردد ما أكرم الباني وما أجل الهدف، وأنتم اليوم تفتحون أفاقاً جديدة ومتنوعة للمرأة السعودية خدمة لمجتمعها واحتراماً لسوق عملها وعقلها كشريك مهم في عملية التنمية الشاملة الاجتماعية والاقتصادية، وأنها رؤى شمولية تمتد إلى بناء الشخصية وفق تعاليم ديننا ومجتمعنا وأخلاقنا، ونعاهدكم أن نتصدى لدورنا التربوي والعلمي تجاه الأمانة التي حملتموها إيانا».