علمت «الحياة» من مصادر متطابقة في عدن أن زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي أصدر توجيهات إلى معاونيه بتنفيذ خطة متكاملة لنزع السلاح الثقيل والمتوسط من القبائل في المناطق الخاضعة لسيطرتهم شمال اليمن. وتستثني هذه التوجيهات، في مرحلة أولى، القبائل الموالية لجماعته والتي ترفد ميليشياته بمقاتلين من أبنائها، وذلك لفرض نفوذ الحوثيين على قبائل لا تدين لهم بالولاء. في غضون ذلك، حررت قوات الشرعية اليمنية أمس، مواقع مهمة في مديرية البقع شرق صعدة، المعقل الرئيسي للميليشيات، وجبلاً استراتيجياً في محافظة البيضاء. وأكدت المصادر أن توجيهات زعيم الجماعة في شأن القبائل تأتي بناء على خطة قدمها عمّه عبدالكريم الحوثي «حاكم صنعاء الفعلي»، والمشرف على المؤسسة العسكرية اللواء يحيى الشامي، وقادة آخرون في الميليشيات. وأوضحت أن «الخطة تهدف إلى نزع سلاح القبائل غير الموالية، في مرحلة أولى، لتكون عاجزة عن أي عمل ضد الميليشيات، مروراً في مرحلة ثانية بنزع سلاح القبائل الموالية للجماعة، على أن يُنزع في المرحلة الأخيرة السلاح من جميع المواطنين ويُحصر بيد الانقلابيين». وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الجماعة «بررت هذه الخطوات بعدم الثقة بالقبائل اليمنية، وتجنب أخطار تقلباتها ونزعة مشايخها وأعيانها إلى مصالحهم، وبالتالي لا بد من نزع أسلحتها وتقليم أظافرها لتصبح عاجزة عن أي تحرك يهدد الجماعة». ولفتت إلى أن «المواجهات الأخيرة التي خاضتها الميليشيات مع قبائل طوق صنعاء في همدان وعمران وسنحان والمحويت وأخيراً في خولان، تأتي في إطار خطة نزع سلاح القبائل والبطش بها وكسر نفوذ رموزها وإخضاعها لولاية عبدالملك الحوثي». وأفادت مصادر في صنعاء بأن الميليشيات أفرجت السبت عن ثلاثٍ من أبرز القيادات القبلية والعسكرية المنتمية إلى حزب المؤتمر الشعبي العام (الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح)، وكانوا اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في انتفاضته. وأوضحت أن الحوثيين أفرجوا عن عضو اللجنة العامة لحزب «المؤتمر» وزير الاتصالات (المعزول من جانبهم) الشيخ جليدان محمود جليدان، والشيخ مبخوت المشرقي من مشايخ حاشد، والعميد عبدالله قيران، أحد أهم ضباط الأمن الموالين لعلي صالح. وأشارت إلى أن «عملية الإفراج قد تكون تمت بتفاهمات بين الحوثيين وقيادات حزب علي صالح الباقية في صنعاء تحت ضغط الجماعة»، لافتةً إلى «معلومات تفيد بأن المفرج عنهم تعهدوا للميليشيات عدم ممارسة أي نشاط سياسي أو قبلي يناهض سلطتها». وللمرة الأولى، تمكن الجيش الوطني اليمني أمس، مدعوماً بمقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، من تحقيق الالتحام بين جبهتي الميمنة والميسرة في سلسلة جبال عليب، وقطع خطوط إمدادات الميليشيات ومنع تسللها إلى سوق البقع، والسيطرة على مناطق العواضي والسعراء. وقال قائد محور صعدة العميد عبيد الأثلة لموقع «سبتمبر.نت» إن «الجيش تمكن من تأمين سوق البقع ومفرق الجوف مع الخط الدولي الرابط بين البقع وصعدة ومثلث بتجة الجوف بعد معارك عنيفة»، مضيفاً أن «الميليشيات تعيش حالاً من الخوف، وهناك فرار جماعي لعناصرها». وشنت مقاتلات التحالف أمس، غارات جوية مكثفة على مواقع تابعة للحوثيين في منطقة قيفة في البيضاء، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم، كما دمرت عدداً من الآليات العسكرية، فيما حرر الجيش والمقاومة الشعبية جبل مركوزة في مديرية ناطع الذي يطل على موقع فضحة في مديرية الملاجم، التي تعد معسكراً استراتيجياً للميليشيات. وأكد مصدر عسكري في صنعاء لموقع « المشهد اليمني» أن الحوثيين يهددون بالإعدام أكثر من 650 جندياً وضابطاً من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة المعتقلين في سجن العاصمة المركزي.