جاء إعلان شركة «رويال إيمرتس غروب» الإماراتية عن شراء نادي خيتافي، الذي ينافس في الدوري الإسباني، ليصبح النادي الإسباني مملوكاً للشركة الإماراتية، التي يملكها بطي آل مكتوم ليترك حراكاً في بلاد الأندلس، لأن خيتافي صار النادي الثاني الذي يدخل ضمن الأندية التي يمتلكها رجال الأعمال العرب، بعدما سبقه نادي ملقة المملوك من القطري عبدالله آل ثاني. الإعلان جاء تحت أنظار وسمع رئيس النادي الاسباني انخل توريس سانشيز، الذي أكد أهمية الصفقة، قبل أن يخرج بتصريحات متناقضة مع عودته إلى إسبانيا تحت ضغط إعلامي كبير، لكن شركة «رويال ايمرتس غروب»، قالت إن العقد الموقع بين الطرفين واضح، ولا مجال للتشكيك، كما أن العلاقة مع رئيس النادي أكثر من رائعة وهو ذات ثقة عالية. بالنسبة إلى الصفقة التي ستحول خيتافي إلى «خيتافي تيم دبي»، فإن القيمة الفعلية لها لم تعلن بشكل واضح، وقيل إنها بين 70 و90 مليون يورو. ويعتبر نادي خيتافي من الأندية حديثة العهد في إسبانيا، لكنه ترك انطباعاً سريعاً على رغم سنواته القصيرة، ويكفيه أن الدنماركي مايكل لاودروب لعب في صفوفه، ودربه قبل عامين، كما أن أسطورة ألمانيا برند شوستر درب الفريق أيضاً. «الحياة» التقت بطي آل مكتوم مالك «رويال إيمرتس غروب» وأجرت معه هذا اللقاء: لماذا وقع اختياركم على خيتافي، وليس غيره من الاندية الاسبانية أو الاوروبية؟ - إنها مسألة تجارية بحتة، فنحن لسنا شركة خيرية، بل شركة تسعى إلى الربح والاستفادة المشتركة، ووجدنا أن نادي خيتافي مثالي في هذه النقطة، لأنه بصراحة لا يتحمل أعباء أي ديون سابقة، إضافة إلى مستواه الفني، فهو احتل المركز السادس العام الماضي في الدوري الاسباني القوي، وهذا الموسم، على رغم المعاناة إلا أنه قادر على الصمود وإنقاذ نفسه من الهبوط الى الدرجة الأولى، ولم يكن فريق خيتافي الوحيد الذي فاوضناه، بل كان هناك أكثر من خيار، لكنني لا أريد الدخول في التفاصيل كوننا أبرمنا اتفاقاً نحترمه مع خيتافي، وهو نادينا الآن. ما خططكم العملية المقبلة في خيتافي؟ - النادي أصبح ملك المجموعة، لذلك صار رئيس نادي خيتافي معيناً من إدارتنا لتسيير النادي بحسب الاستراتيجية التي نريدها، في الوقت الذي نعرف انه يملك خبرة كبيرة في اسبانيا وفي ناديه أيضاً، ووجوده مفيد جداً، ونحن متمسكون ببقائه، وأستطيع القول إنه ليس هناك تغيير في إدارة خيتافي على الأقل في المدى القريب، وقد يبقى توريس في منصبه لسنوات عدة. يحتل خيتافي الآن المركز ال 18 في الدوري برصيد 37 نقطة، وتنتظره مباريات حاسمة، وسيواجه الميريا وريال مدريد وأوساسونا وريال سوسيداد، فما رأيك؟ - نحن على ثقة بأن الفريق قادر على تخطّي هذا الموسم الصعب، وهناك نقاط قادرون على كسبها حتى أمام ريال مدريد، ونأمل أن نعبر في النهاية إلى بر الأمان قبل أن نبدأ في عملية دعم خطوط الفريق التي ستكون حافلة بالنجوم بإذن الله. هل هناك أسماء تستهدفونها الموسم المقبل في حال بقائكم؟ - أولاً نحن لن نجري خلف أسماء رنانة رواتبها خيالية مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو أصحاب الرواتب والعقود الخيالية، بل سننظر إلى المراكز التي يحتاجها الفريق، وبصراحة هناك بعض الأسماء في البال سيتم الاتصال بها مع نهاية الموسم، وستكون العقود مدروسة ولن ندخل في بازارات غير مفيدة ترهق الموازنة دون نتائج. ووضعنا خطة مدروسة لتطوير الفريق، ونأمل بالبقاء في الدرجة الأولى مع نهاية الموسم، ثم سيكون هدفنا للموسم المقبل أن ننتزع مكاناً يؤهلنا إلى (يوروبا ليغ)، لأن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا حالياً صعب للغاية، وسنحاول الوصول إلى مستوى يؤهلنا انتزاع بطاقة المشاركة في دوري أبطال أوروبا، لكن هذا يحتاج إلى وقت. هل سيتم فتح الباب أمام المواهب العربية في النادي الإسباني؟ - نحن نرحب بأية موهبة عربية قادرة على الاحتراف في الدوري الاسباني من المحيط إلى الخليج، ونتوسّم خيراً في أن نشكل جزءاً في تطوير الكرة العربية من خلال وضع إمكانات النادي الاسباني في خدمة أي فريق عربي في إطار تعاون، وأيضاً التعاقد مع لاعبين عرب، ومن هنا أقول أتمنى أن يحترف نجوم من الخليج في نادينا، ويكونوا قادرين على تطوير مستواهم ومستويات منتخباتهم أيضاً. كيف ترى تجربة منصور آل نهيان مع نادي مانشستر سيتي؟ وهل تشكل تلك الخطوة حافزاً لشركة «رويال ايمرتس غروب»؟ - تشجعنا بعدما شاهدنا نجاح تجربة منصور آل نهيان مع مانشستر سيتي الانكليزي، ونأمل أن تكون خطواتنا مثمرة مثلها، وهنا أود أن أشيد بالتعامل الحضاري للمؤسسات والشركات العربية والخليجية التي صارت منارة من خلال قدرتها على تطوير الأندية، ولدينا تجارب ماثلة مع طيران الإمارات التي أحدثت نقلة نوعية مع أرسنال الانكليزي أيضاً. وعموماً وفد شركة «رويال ايمرتس غروب» سيتوجه إلى اسبانيا خلال الأيام القليلة المقبلة من اجل الدخول في تحضيرات مكثفة مع إدارة النادي من اجل وضع الخطوط العريضة للمستقبل، ومن المتوقع أن يحضر الوفد مباراة للفريق في الدوري الاسباني التي ستقام على أرضه وبين جماهيره.