دوسلدورف (ألمانيا) - أ ف ب - فازت أذربيجان، للمرة الأولى في تاريخها، بالنسخة السادسة والخمسين لمسابقة «يوروفيجن» للأغنية، وذلك في الحفلة التي أقيمت في استاد دوسلدورف (غرب ألمانيا). ونجح الثنائي إيل ونيكي، بفضل اغنية «رانينغ سكايرد» (الركض خوفاً)، حاصداً 221 نقطة ومتقدماً على إيطاليا (189 نقطة) والسويد (181 نقطة). وعلى بعد أكثر من 5500 كيلومتر من المدينة الواقعة على ضفاف نهر الراين، عمت الفرحة عاصمة أذربيجان باكو، عند إعلان النتائج. وتحت المطر الغزير استقلّ السكان سياراتهم مطلقين العنان لأبواقها. وستنظم اذربيجان (الواقعة في القوقاز وهي جمهورية سوفياتية سابقة) مسابقة «يوروفيجن» لعام 2012، وهي مشاركتها الرابعة في المسابقة. ولفت الثنائي الفائز الانتباه، خلال التمارين. ولخّص نيغار جمال (نيكي) وإلدار قاسيموف (ايل)، اللذان يؤلفان هذا الثنائي، فوزهما غير المسبوق بقولهما: «حلمنا أصبح حقيقة!». وقالت نيكي بلغة انكليزية ممتازة: «لا أصدق! أظننا سنبكي عندما نعود إلى ديارنا، لا يسعني أن اتصور شعور الناس في بلادنا». وأمام بعض المعجبين الاذربيجانيين الذين غمرتهم الفرحة ورفعوا علم بلادهم، حصد نيغار وإلدار اللذان ارتديا الأبيض تصفيقاً حاراً، خلال المؤتمر الصحافي الختامي. ونالت الأغنية، بلازمتها الحماسية، حصّة كبرى من الأصوات التي جاء نصفها من طريق لجنة تحكيم محترفة، والنصف الآخر من المشاهدين الذين صوّتوا عبر الهاتف او الرسائل النصية القصيرة. وبدأت المغنية، صاحبة الشعر الأصهب الطويل، الغناء في سن الخامسة، وهي تقيم الآن بين لندن وباكو. وشارك إلدار قاسيموف في كثير من مهرجانات الموسيقى في أذربيجان وروسيا. وانطلقت المسابقة مع فساتين مزركشة وتسريحات شعر غريبة، لا سيما مع الثنائي الإرلندي جيدوارد. وقدر عدد المشاهدين بنحو مئة مليون تابعوا المسابقة التي انطلقت عام 1956 وانتشرت في أكثر من 40 دولة، وصولاً إلى أستراليا والولايات المتحدة. وتميزت نسخة 2011 بصغر سنّ المرشحين، إذ إن غالبيتهم في العشرين من العمر، ولم تعرف أوروبا عندما كانت مقسمة إلى معسكرين إيديولوجيين. ومنذ سقوط جدار برلين عام 1989 دخلت دول أوروبا الشرقية بقوة إلى المسابقة، وفازت بها روسيا قبل ثلاث سنوات. وكما في كل سنة، تميزت عملية التصويت بالتضامن الإقليمي. فمنحت قبرص اليونان 12 نقطة، وهو الحد الأقصى، وأعطت روسيا العدد نفسه من الأصوات لأذربيجان. وبعيداً من عالم الأغنية، فإن لأذربيجان، البالغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة، أهمية استراتيجية للقوى العظمى بسبب ثروتها في مجال الطاقة.