موسكو - أ ف ب، رويترز- حققت النروج فوزاً كبيراً في المسابقة الرابعة والخمسين للأغنية الأوروبية «يوروفيجن» في حفلة باهرة زينتها الأضواء والعروض الراقصة مساء أول من أمس في موسكو. والفائز هو الكسندر ريباك الشاب المتحدر من بيلاروسيا والذي احتفل قبل أيام بعيد ميلاده الثالث والعشرين، وأدى أغنيته «فيريتيل» (قصة خيالية) التي كتب كلماتها ولحنها وقدّمها على الكمان وسط عرض من وحي أجواء أوروبا الشرقية شمل راقصات شابات مثيرات. وقال ريباك بعد فوزه متحدثاً بالروسية وهو يحمل باقة ورود بعد انتهاء التصويت: «شكراً جزيلاً روسيا، انه أمر رائع، انتم أفضل جمهور في العالم». وسبق ان فازت النروج بالمسابقة عامي 1985 و1995، وفوزها كان سريعاً حيث جمعت 387 نقطة متقدمة على ايسلندا (218 نقطة) وأذربيجان (207 نقاط). ويفترض ان تنظم النروج المسابقة السنة المقبلة. ومثلت روسيا اناستازيا بريكودو وصنفت في المرتبة 11، أما فرنسا المرشحة التي لم يحالفها الحظ منذ عام 1977 فلم تحقق نتائج جيدة على رغم انها أرسلت هذه المرة إحدى نجماتها الإكثر شهرة المغنية باتريسيا كاس التي نالت المرتبة الثامنة مع حصولها على 107 نقاط. وفي أوسلو بث التلفزيون العام «ان ار كي» مشاهد لآلاف الشبان الذين كانوا يحتفلون بفوز بلادهم في «يوروفيجن». وأشاد رئيس الوزراء النروجي ينس ستولتنبرغ بفوز عازف الكمان الشاب قائلاً: «انه فوز كبير للنرويج وأنا متأثر جداً، انه أمر رائع». وأبدى الفائز تواضعاً بعد فوزه قائلاً انه لا يعتبر نفسه «أفضل المشاركين في المسابقة هذه السنة»، لكنه فسر فوزه بواقع ان «لديه قصة ليرويها وأن الناس أحبوا قصتي»، وقال انه كان ليصوت شخصياً لايسلندا. واستضافت روسيا للمرة الأولى على أراضيها هذه المسابقة لموسيقى البوب التي تلقى رواجاً في شكل خاص في أوروبا الشرقية. والسلطات الروسية المصممة على الاستفادة من الحفلة لتحريك المشاعر الوطنية لدى الروس واثبات قدرتها على تنظيم حفلة بمثل هذه الضخامة، عمدت الى بذل أقصى الجهود لإظهار المدينة بأفضل حلة. فقط ازدانت المدينة بالأعلام والورود والملصقات الدعائية. ويشاهد هذه المسابقة السنوية نحو مئة مليون شخص على التلفزيون ما يجعلها من المسابقات التي تحظى بأعلى نسبة متابعة على التلفزيون في العالم. في المقابل، يسخر نقاد من مسابقة «يوروفيجن» للأغنية كونها تمثل الفن الهابط ولكن في جوهرها هي تجارة متنامية تتجه الى العالمية. ويريد اتحاد الإذاعات الأوروبية وهو رابطة تضم 56 دولة مقرها سويسرا ان يوسع بنية أحد أكثر الأحداث التلفزيونية مشاهدة سنوياً في أوروبا لتشمل دولاً من مختلف أنحاء العالم. وقال مدير وحدة التلفزيون في اتحادات الإذاعات الأوروبية بويرن ايريتشين أن المستثمرين وقعوا اتفاقاً لإطلاق نسخة من المسابقة -التي يتنافس فيها عمل موسيقي من كل دولة مشاركة- للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضاف أنهم أيضاً على وشك الانتهاء من اتفاق في شأن مسابقة يطلق عليها أغنية أفريقيا في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. وأوضح ايريتشين أن المستثمرين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «دفعوا مقابل الحصول على رخصة... ويجب أن يكون لديهم ثماني أو تسع هيئات إذاعية مشاركة... هكذا بدأت يوروفيجن ويمكن أن تتوسع بعد ذلك». ومنذ بدايتها بمشاركة 14 دولة في سويسرا عام 1956 توسعت «يوروفيجن» لتصبح مسابقة كبرى تجذب 100 مليون مشاهد تلفزيوني الى بث مباشر مبهر يقدم فيه متسابقون أغانيهم ويتم احتساب الأصوات ويتوج الفائز. وأنفقت موسكو هذه السنة 42 مليون دولار على استضافة 42 دولة في استاد أقيم من أجل دورة الألعاب الأولمبية عام 1980.