ضربت أزمة ديزل مدينة الرياض خلال اليومين الماضيين، ورصدت «الحياة» في جولة لها على عدد من المحطات طوابير طويلة لمركبات النقل الثقيلة أمام المحطات في انتظار توافر الوقود، فيما أبدى عدد من أصحاب المركبات تخوفهم من انعكاس هذه الأزمة سلباً على الأسعار، الأمر الذي سيتسبب في رفع أسعار مختلف السلع، مؤكدين أن هذه الأزمة تتكرر سنوياً. وأوضح صاحب محطة وقود محمد الصيعري، أن مثل هذه الأزمة تتكرر سنوياً، وتكون الأسباب مجهولة. وقال الصيعري في حديثه إلى «الحياة»: «هناك معلومات تشير إلى أن صيانة مصفاة النفط هي السبب في الأزمة الحالية»، متوقعاً حل تلك الأزمة خلال الأيام المقبلة وتوافر كميات كبيرة من الديزل، وخصوصاً أن سيارات النقل الكبيرة تعتمد على الديزل، وهي محملة بأغراض لها صلاحية محددة، ما -ربما- يكبد أصحابها خسائر كبيرة». وأضاف: «الطلب على الديزل ارتفع منذ يومين، ما يؤكد أن هناك معلومات لدى أصحاب الشاحنات بشحه، واتجه الكثير منهم إلى تعبئة سياراتهم بكميات كبيرة بعكس السابق»، مؤكداً أن «الأزمة جاءت متزامنة مع شدة حرارة الصيف وازدياد الطلب، وهذا يحتاج إلى سرعة تدخل الجهات ذات العلاقة وإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة التي أصبحت موسمية في كل عام». من جهته، أوضح مدير إحدى محطات الوقود في الرياض عبدالرؤوف محمد أن أزمة الديزل بدأت منذ ثلاثة أيام، إذ وصلت أخبار غير مؤكدة تفيد بأن هناك صيانة في المصفاة، إلا أن المعلومات الصحيحة غير معروفة». وأشار في حديثه إلى «الحياة»، إلى أن كثيراً من المركبات التي تعمل بالديزل توقفت قريباً من المحطات وعلى الطرق نظراً إلى عدم توافر الديزل في شكل نهائي في بعض المحطات، نافياً أن يكون هناك استغلال للأزمة من العاملين في المحطات وقيامهم برفع أسعار الديزل. ورجح عدم توافر الديزل في 80 في المئة من محطات الوقود في جنوب وشرق الرياض، وخصوصاً المحطات الواقعة على الطرق التي يسلكها أصحاب المركبات التي تعتمد في وقودها على الديزل. أما فهد حسين صاحب شاحنة نقل كبيرة، فقال إن أزمة الديزل ستشل حركة جميع السيارات الكبيرة، وخصوصاً أن هذه الأزمة تأتي في وقت الصيف وارتفاع الحرارة، ما يتسبب في استهلاك الوقود في شكل سريع، لافتاً إلى أن هناك معلومات تشير إلى أنه سيتم توفير الوقود خلال الإجازة الأسبوعية اليوم (الجمعة) وغداً (السبت). وعن سبب عدم توافر الوقود قال: «أسباب شح الديزل غير معروفة على رغم أن أصحاب المحطات يرجعون ذلك إلى شركة «أرامكو السعودية» التي لم توفر كميات كافية للسوق وخصوصاً في ظل الطلب المرتفع»، لافتاً إلى أن هناك زحاماً كبيراً أمام المحطات، إذ تتراص الشاحنات في طوابير طويلة للحصول على أية كمية من الديزل لإيصال مركباتهم إلى أماكن توقفها. وأكد حسين أن توقف مركبته سيكبده خسارة كبيرة بسبب ارتباطه بعدد من العقود لإيصال حمولة إلى الطائف ومن ثم العودة، لافتاً إلى أن استمرار الأزمة سينعكس سلباً على الأسعار، وبالتالي رفع أجور النقل والشحن بين المدن في شكل كبير، متوقعاً أن المحطات خارج الرياض تتوافر فيها كميات تكفي لأيام محدودة. يذكر أن أزمة الديزل سبق أن تعرض لها طريق الرياض - الطائف خلال العام الماضي 2013 وتسببت في توقف كثير من مركبات وشاحنات النقل بسبب نفاده من معظم المحطات، ما شكل تزاحماً كبيراً على خطوط السير السريعة، كما تعرضت الرياض للأزمة ذاتها خلال العام الماضي واستمرت أسبوعاً، ثم تدخلت شركة «أرامكو» وقامت بمضاعفة الكميات المخصصة لجميع المحطات، ما أسهم في اختفاء طوابير سيارات النقل، سواء أكان ذلك داخل المدينة أم في الطرق السريعة.