عبر عضو مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي الشاعر أحمد اللهيب عن دهشته من ردود الفعل التي وصفها بغير الإيجابية «ممن وضعت لهن الجائزة»، التي أعلنها النادي والخاصة بالتميز النسائي، ويدعمها بنك الرياض. وقال اللهيب ل«الحياة»: «كنتُ أتمنى من النساء المميزات في مجالات الجائزة، وهي: الترجمة وقضايا المرأة والإبداع، أن يكنّ حاضرات في التعليق على هذه الجائزة ومدى أهميتها في مسيرة المرأة السعودية، خلال أكثر من 80 عاماً من تأسيس المملكة، هذه الجائزة هي للمميزات - وكل بنات الوطن مميزات في مجالات مختلفة - إلا من أبتْ، ومن تأبى فإن الجائزة بالطبع لا تعنيها لا من قريب ولا من بعيد». ولفت إلى أن هذه الجائزة «لو خُصصت للرجال لكان أول من انتقد تخصصيها النساء، مسارعات في انتقاد تخصيصها للرجال! فرضا هذه النوعية من المنتقدين غاية لا تدرك، لأن فلسفة الاعتراض لا تنبع من جهة منطقية أكثر من كونها حباً للاعتراض والخلاف وليس الاختلاف». وكانت «الحياة» نشرت استطلاعاً للرأي حول الجائزة، التي أنشأها «أدبي القصيم» مع الدكتور لمياء باعشن والروائية زينب حفني والشاعرة ميسون أبوبكر والكاتبة أسماء العمرو، وما عدا الأخيرة اتفقت المثقفات على أن الجائزة تذهب إلى تصنيف الأدب، رجالي ونسائي، وبالتالي فهي تسيء إلى المرأة، ولا تخرج عن دائرة الإقصاء. وأوضح أحمد اللهيب أنه في العالم كله «ثمة جوائز مخصصة للنساء المبدعات المميزات، منها على سبيل المثال جائزة أبرز القيادات النسائية أو الريادة النسائية، وهي مخصصة للنساء فقط على مستوى العالم. بل - وهذا شاهد قريب - في دولة الإمارات وحدها عدد من الجوائز الخاصة بالمرأة، مثل جائزة المرأة القيادية، وجائزة المرأة المعوقة، ولم نسمع أو لم نرَ من ينتقد هذه الجوائز بمنطقية». وأكد أن «هذا الانتقاد الأنثوي للجائزة النسائية يبرز النظرة الضيقة، فالأولى والأجدر أن يكون أول مؤيد للجائزة هم النساء، وأول منتقد للجائزة هم الرجال! ولعل من المنطق التذكير بأن نادي القصيم الأدبي في إدارته الحالية تبنى جائزتين إحداهما للشعر العربي ومفتوحة للشعراء والشاعرات، وأخرى للتميز النسائي، فيبدو أن التفكير - يكون ساذجاً - لمن يزعم بأن النادي تبنى مثل هذه الفكرة ليعزز التصنيف القائم على الجنس في نطاق الجوائز، ولو شاء النادي لخصص جائزة الشعر للإبداع الرجالي من دون النسائي، وهو يدرك ذلك جيداً». وقال اللهيب إن هذه الجائزة «نبعت فكرتها من نادي القصيم الأدبي وتعززت بالشراكة مع بنك الرياض، ولم تكن هذه الشراكة لتبرز على أرض الواقع لو لم يكن للقائمين على البنك ومجلس إدارته الموقر رؤية تعي جيداً أهمية هذه الجائزة في المجتمع السعودي، فالقائمون على البنك - بلا شك لديّ - لديهم من الخبرة الميدانية على مستوى العالم من خلال الاحتكاك بالعقول الأخرى، والزيارات المختلفة لكثير من الدول وقراءتهم للواقع المحلي والدولي، لتبني هذه الجائزة وتعزيز قيمتها مستقبلاً». في حين قال رئيس النادي الدكتور حمد السويلم في حسابه في «تويتر»، رداً على المثقفات اللاتي أدلين برأيهن حول الجائزة: «أنشأ نادي القصيم الأدبي جائزة خاصة للتميز النسائي، وذلك بالشراكة مع بنك الرياض، الهدف منها تكريم المرأة و تقدير منتجها العلمي والإبداعي، وكانت المفاجأة أن بعض الأديبات والإعلاميات والناشطات في حقوق المرأة لم ترق لهن هذه الجائزة، كما عبرن عن ذلك في صحيفة «الحياة» هذا اليوم (الإثنين الماضي)، والنادي الأدبي لا يريد أن يصنف الأدب إلى نسائي وذكوري، وإنما أراد أن يخص المرأة بالتكريم، لأن لجان التحكيم غالباً ما عشت عيونهم عنها، وما انفك العالم إلى اليوم يخص المرأة بالتكريم، والغرب الذي يقود الدفاع عن حقوق المرأة خصص يوماً عالمياً للمرأة منذ عام 1900 إلى هذا العام، واليوم العالمي للمرأة يمثل فرصة للاحتفال بما تنجزه المرأة المميزة من فكر وإبداع، وما تحققه المرأة عموماً معتمدة على إمكاناتها وقدراتها».