قتل ثمانية أشخاص على الأقل اليوم إثر قصف على مدينة تلكلخ القريبة من حمص بوسط سوريا، حسبما اعلن ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس. وذكر الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان "ثمانية اشخاص قتلوا اليوم اثر اطلاق قذائف على مدينة تلكلخ واطلاق عيارات نارية رشاشة". واشار الناشط الى وجود "العديد من الجرحى في الطرقات الا انه ليس من الممكن نقلهم لاسعافهم". يذكر ان الجيش يحاصر مدينة تلكلخ منذ مساء السبت حيث تجري حملات مداهمة واعتقالات. وكان آلاف الاشخاص تظاهروا الجمعة في هذه البلدة القريبة من مدينة حمص، ثالث اكبر المدن السورية وتقع على بعد 160 كلم شمال العاصمة دمشق، وعلى مقربة من الحدود مع شمال لبنان. إلى ذلك تمكن عشرات السوريين من العبور بأمان الى الجانب اللبناني من الحدود اليوم الاربعاء وتحدث بعضهم عن حملات قمع دموية تقوم بها القوات السورية في تلكلخ التي تشهد حملة مستمرة منذ أربعة ايام. وقصفت الدبابات السورية بلدة حدودية اليوم الاربعاء لليوم الرابع على التوالي في استمرار للحملة العنيفة التي تشنها قوات الامن السورية لاخماد الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد. ودخلت القوات السورية بلدة تلكلخ يوم السبت بعد يوم من مظاهرة ردد المحتشدون فيها الهتاف الذي ساهم في اسقاط رئيسي كل من مصر وتونس وهز سلطة حكام اخرين في منطقة الشرق الاوسط الشعب يريد اسقاط النظام. وكان الغرب قد حسن علاقاته بالاسد خلال السنوات الثلاث الاخيرة لكن الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي استنكرا استخدامه للقوة في قمع الاضطرابات وحذرا من انهما يعتزمان فرض عقوبات على مسؤولين سوريين كبار. وقالت صحيفة الوطن السورية في طبعتها اليوم الاربعاء ان الاسد قال لوفد من حي الميدان في دمشق ان قوات الامن ارتكبت اخطاء في تعاملها مع الاحتجاجات. وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان حملة الاسد اسفرت عن مقتل 700 مدني على الاقل. وتلقي الحكومة السورية باللائمة في أغلب أحداث العنف على جماعات مسلحة يدعمها الاسلاميون وتحركها قوى أجنبية وتقول ان اكثر من 120 جنديا ورجل شرطة قتلوا. ومنعت سوريا معظم المؤسسات الصحفية الاجنبية من العمل في سوريا مما جعل التحقق من الانباء امرا صعبا. وقالت الناشطة البارزة رزان زيتونة ان الجيش السوري وقوات الامن قتلوا 27 مدنيا على الاقل خلال ثلاثة أيام من الهجوم الذي تدعمه الدبابات. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله ان ثمانية جنود قتلوا يوم الثلاثاء في تلكلخ وفي درعا بالجنوب حيث اندلعت الاحتجاجات قبل شهرين. وقال مقيمون في تلكلخ ان المدفعية والاسلحة الالية الثقيلة قصفت الطريق الرئيس المؤدي الى لبنان خلال الليل وكذلك حي الابراج المجاور الذي تسكنه اقلية من التركمان والاكراد. وذكر ناشطون ان الدبابات السورية دخلت مدينة في سهل حوران الجنوبي أمس الثلاثاء بعد ان حاصرتها طوال ثلاثة اسابيع. وقالوا ان الجنود السوريين اطلقوا نيران الاسلحة الالية فيما اقتحمت الدبابات وناقلات الجند المدرعة مدينة نوى التي يسكنها 80 ألف نسمة وتبعد 60 كيلومترا الى الشمال من مدينة درعا.