صدر عن «مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات» في بيروت كتاب عنوانه «معاناة المريض الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي»، من إعداد فاطمة عيتاني وعاطف دغلس، وتحرير الدكتور محسن صالح. يتناول الكتاب معاناة المرضى الفلسطينيين جراء انتهاكات الاحتلال بحقهم، وتجاوزاته ضد القطاع الصحي الفلسطيني. ويستعرض الفجوات الصحية بين اليهود والعرب، والتجارب التي تُجرى على المرضى الفلسطينيين. ويرصد أثر الحصار وإغلاق المعابر على مرضى قطاع غزة، وتبعات الحواجز الإسرائيلية وجدار العزل العنصري على مرضى الضفة الغربية. ويوثّق معاناة المرضى من الأسرى في سجون الاحتلال. ويورد أيضاً مجموعة من الحالات التي يعاني المرضى فيها من العراقيل التي يضعها الاحتلال أمام حصولهم على العلاج اللازم، مشيراً إلى صعوبة أوضاع المؤسسات الصحية في تأمين العناية الصحية للفلسطينيين، جراء هذه العراقيل. ويتحدث الكتاب تفصيلياً عن إعاقة الحواجز الإسرائيلية وبوابات الجدار العازل والمعابر، وصول المرضى والمصابين والحوامل إلى مراكز العناية الصحية. ويشير إلى أن عدد الشهداء بسبب الحواجز بلغ 401 شهيد منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى بداية العام الجاري. ويتناول أيضاً تدهور الوضع الصحي في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ منتصف العام 2007، ما أدى إلى نقص خطير في الأدوية، والتجهيزات الطبية والضرورات اللازمة لتشغيل المستشفيات والمعدات الطبية وسيارات الإسعاف، وأبرزها الوقود والكهرباء. ويورد أن هذا الحصار تسبّب حتى الآن في استشهاد 380 شخصاً. كما يضم الكتاب إحصاءات مقارنة توضح حجم الفجوة بين الرعاية الصحية المتوافرة للإسرائيليين، وما يناله الفلسطينيون. ويوضح أن متوسط نصيب الفرد من مخصصات الصحة للعام 2008 بلغ 2145 دولاراً في إسرائيل، في حين لم يتجاوز 165.5 دولار في مناطق السلطة الفلسطينية. كما أن عدد أسرّة المستشفيات في العام 2009 بلغ 42119 سريراً في إسرائيل، مقابل 5058 سريراً في المستشفيات الفلسطينية. ويتطرق الكتاب لإجراء المستشفيات الإسرائيلية تجارب طبية على مرضى فلسطينيين، بينهم أطفال ومسنون ومختلون عقلياً، من دون الحصول على موافقة المرضى أو أوصيائهم القانونيين، ومن دون مراعاة المواثيق الدولية في هذا الشأن. ويحكي عن التجارب التي يجريها الاحتلال لأدوية خطيرة ما زالت قيد الاختبار طبياً، على الأسرى الفلسطينيون، إضافة إلى سرقة أعضاء بشرية من أجساد فلسطينيين متوفين، لعلاج مرضى يهود، بينهم جنود في جيش الاحتلال. ويشير إلى إتّباع الاحتلال سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى في السجون، وحرمانهم من حقهم في الحصول على الرعاية الطبية الملائمة، ما أدى إلى زيادة أعداد المرضى بينهم، مع تفاقم الحال المرضية عند كثير منهم بحيث تستمر حتى بعد تحريرهم. وزاد عدد الشهداء في سجون الاحتلال منذ العام 1967عن 51 أسيراً. كما يتطرق الكتاب الى مسألة منع المرضى من السفر للعلاج في الخارج، ومساومتهم على السماح لهم بتلقي العلاج في إسرائيل مقابل الإدلاء بمعلومات عن أقاربهم أو جيرانهم من المطلوبين لسلطات الاحتلال، أو استغلالهم للقبض على المطلوبين. ويستعرض الكتاب عينه اعتداءات الاحتلال على الطواقم الطبية التي تتنوع بين إطلاق النار المباشر والاعتداء الجسدي واللفظي وعرقلة الوصول إلى المصابين والمرضى، واستهداف سيارات الإسعاف والمنشآت الطبية خلال عملياته العسكرية. ويوفّر الكتاب مادة إحصائية وتوثيقية عن انتهاكات الاحتلال بحق صحة الفلسطينيين. ويتميّز باشتماله على شهادات وصور فوتوغرافية ورسوم بيانية، تعطي قوة للوقائع التي يعرضها.