أكد أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعتي عين شمس والأميرة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود، الدكتور عبدالفتاح صديق، الأهمية الجيوستراتيجية لقناة السويس وما تحمله من تفاؤل للمصريين، من حيث التوسعات العمرانية الجديدة، وتوفير فرص العمل للشباب، وإقامة المشاريع الاستثمارية، الصناعية واللوجيستية الضخمة، وتأثير ذلك في الدخل القومي المصري، وزيادة الصادرات، وتنمية محافظات القناة، وزيادة التدفقات الاستثمارية الأجنبية، وتعزيز معدلات النمو الاقتصادي. وتطرق خلال محاضرة أقامها المكتب الثقافي المصري في الرياض، إلى نشأة فكرة حفر قناتي السويس القديمة والجديدة، وكيف نفذ ذلك الحلم على أرض الواقع، وكيف تجسدت إرادة الشعب المصري في 5 آب (أغسطس) 2014، وجمع أكثر من 68 بليون جنيه في أقل من أسبوع، وجهها الرئيس المصري لحفر قناة السويس الجديدة في أقل من عام واحد. واستعرض تحويل منطقة محور قناة السويس من مجرد معبر تجاري إلى مركز صناعي، وتجاري، ولوجستي عالمي للإمداد والتموين والنقل والتجارة، وعقد مقارنة بين القناتين الجديدة والقديمة من حيث الموقع، والتنمية الاقتصادية، وحجم فرص العمل التي تزيد على مليون وظيفة التي توفرها القناة الجديدة، إضافة إلى تنمية نحو 36 ألف كيلومتر على جانبي القناة، تتضمن طرقاً وأنفاقاً، ومنطقة تكنولوجية متطورة، ومنتجعات سياحية على طول القناة، ومنطقة ترانزيت ومخرجاً للسفن الجديدة، ما أدى إلى خلق مجتمعات سكنية وزراعية وصناعية جديدة. وبدد الدكتور عبدالفتاح صديق المخاوف من بعض المشاريع البرية أو البحرية التي تثار أحياناً، وأنها يمكن أن تنافس المجرى الملاحي لقناة السويس، مشدداً في هذا الإطار على أن قناة السويس ممر عالمي استثنائي لا يمكن منافسته. من جانبه، شدد المستشار الثقافي المصري الدكتور أشرف العزازي، على أن مشروع قناة السويس وجّه مجموعة مهمة من الرسائل تنطوي على معانٍ استراتيجية واسعة، تعبّر عن توجهات مصر في العهد الحالي، ورفضها القاطع الخضوع لأي ابتزازات من جانب أي قوى دولية، مضيفاً أن مشروع تنمية محور قناة السويس سيعزز النمو الاقتصادي والاستثمارات والتنمية المستدامة في مصر خلال الأعوام المقبلة.