قال الناطق باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي في مؤتمر صحافي أمس، إن «المنافذ الإغاثية لليمن ما زالت مفتوحة أمام استقبال المساعدات الإنسانية». وأكد أن «سفن الوقود وشحنات الإغاثة لا تزال تدخل ميناء الحديدة»، مؤكداً أن سبب معاناة الشعب اليمني هو ميليشيات الحوثيين. وأشار إلى أن الميليشيات تواصل إطلاق الصواريخ على مناطق السكان الآمنين، كما أنها تدرب عناصر على استهداف السفن وتهديد حركة الملاحة». ونبه إلى أن «ميناء الحديدة يعد منطلقاً للأعمال الإرهابية التي تهدد الملاحة الدولية». أتى ذلك، في وقت سجلت ميليشيات الحوثيين خسارة خمسة آلاف مقاتل بين قتيل وجريح وأسير خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وفق تقارير حقوقية يمنية، أعلن قائد عسكري بارز فيها انشقاقه أمس، وانضمامه إلى قوات الشرعية. وغادر نائب المبعوث الأممي إلى اليمن معين شريم صنعاء أمس، بعد خمسة أيام من المشاورات المكثفة مع مسؤولين حوثيين، لم تنجح في الوصول إلى أي مقاربة لبناء الثقة لاستئناف مشاورات السلام. وأوضحت تقارير حقوقية يمينة أن الميليشيات تكبدّتحوالى 1200 قتيل في مختلف الجبهات، إضافةً إلى 360 عنصراً سقطوا خلال مواجهات شهدتها صنعاء بينها وبين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأشارت التقارير إلى أن 60 في المئة من قتلى الميليشيات خلال الشهر الماضي، هم من أبناء الأسر المقربة من زعيمها عبد الملك الحوثي. وأفادت مصادر عسكرية بأن قائد المدفعية في لواء الدفاع الساحلي التابع للميليشيات العقيد الركن هاني قيوع، أعلن انشقاقه ووصل إلى عدن بعد فراره من الحديدة مساء الثلثاء. وأشارت إلى أنه سيتوجه لاحقاً إلى جبهة الساحل الغربي للانضمام إلى الشرعية في مواجهتهم. ونهبت الميليشيات أمس، عشرات الملايين من الريالات من شركات مصرفية في صنعاء في عمليات دهم. وأشارت مصادر تجارية لموقع «سبتمبر نت» إلى أن «مسلحين هاجموا فروع الشركات وأفرغوا كل ما فيها من أموال». ونفذت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية صباح أمس، عشرات الغارات على معسكرات وتجمعات الميليشيات في العاصمة ومحيطها، إضافة إلى تدميرها مخازن أسلحة وذخيرة وثكنات عسكرية. وأكدت مصادر ميدانية أن «وحدات الجيش الوطني أحكمت سيطرتها على الطريق الرابط بين محافظتي تعز والحديدة، وأن قوات الشرعية تواصل زحفها باتجاه الحديدة من ناحية الجنوب». وأشارت إلى أن «القوات اليمنية باتت تسيطر على أكثر من 90 في المئة من محافظة الجوف، وأن استكمال سيطرتها الكاملة على المحافظة بات وشيكاً». وغادر نائب المبعوث الأممي إلى اليمن معين شريم صنعاء أمس، بعد زيارة كرسها لمحاولة إقناع الحوثيين بالحوار سبيلاً لإنهاء الأزمة اليمنية وتنفيذ القرارات الدولية، وإنهاء المعاناة الانسانية والاقتصادية للشعب اليمني، وتحقيق السلام والأمن والاستقرار وإنهاء الصراعات القائمة. وحض الشريم القيادات الحوثية على الانخراط في محادثات السلام والتعاون مع الأممالمتحدة والمجتمع الدولي. وتوقعت مصادر سياسية فشل زيارة شريم، ورأت أنها لم تحقق أي نتائج يمكن الرهان عليها لجهة إيجاد حلّ للأزمة اليمنية. وقالت إن الحوثيين وضعوا عراقيل كثيرة أمامه، ورفعوا سقف مطالبهم، وهددوا بضرب الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ولم يقدموا مؤشرات على حسن نواياهم واستعدادهم للحوار بل على العكس أظهروا تصلباً كبيراً على المستويات كافة. في غضون ذلك، حذر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية، المجتمع الدولي من أخطار التساهل مع تهديدات ميليشيات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر والممرات الدولية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن المصدر قوله: «إن قادة الانقلاب يعلنون بهذا التهديد الواضح والصريح تحديهم المجتمع الدولي وقرارات الأممالمتحدة والقوانين والمواثيق الدولية، وينسفون كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام، وهو ما يظهر النيات الحقيقية للميليشيات في تحقيق الأجندات الإيرانية في استهداف أمن المنطقة والسيطرة على الممرات البحرية وتحقيق أطماع طهران التوسعية والإضرار بأمن ومصالح اليمن والعالم».