أحيت الفعاليات الحزبية والنقابية والشعبية الأردنية امس الذكرى ال 63 للنكبة الفلسطينية، ونظمت مسيرتين: الأولى من المحافظات باتجاه بلدة الكرامة في الاغوار على مقربة من نهر الاردن الفاصل مع الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، والثانية في عمان خرجت من الجامع الحسيني وسط عمان بهتاف واحد عو «الشعب يريد تحرير فلسطين». ومنذ ساعات الصباح، بدأت الباصات والسيارات تتوافد على بلدة الكرامة (ساحة معركة الكرامة التي حقق فيها الجيش الاردني والفدائيون انتصار مهماً على الغزو الاسرائيلي صبيحة 21 اذار من عام 1968). وفي مكان مرتفع مقابل الاراضي المحتلة، رفعت اللجان الحزبية والشعبية والنقابية المنظمة للفعالية جدارية قماشية ضخمة احتوت على ميثاق حق العودة، فيما اصطف آلالاف من أجل التوقيع عليها ووضع اسم القرية التي هجر منها في فلسطين. وقدرت اللجان المنظمة أعداد المشاركين بين 15 الى 20 ألف شخص، وتولت لجان شبابية تنظيم عملية السير المزدحم، فيما اكد آخرون ان قوات الامن قدمت تسهيلات كبيرة لإنجاح المسيرة التي جاءت بعد تصريحات لرئيس الوزراء معروف البخيت بأن الاردن «لن يعترف بدولة فلسطينية من دون إقرار حق العودة وتعويض اللاجئين». واقيم مهرجان خطابي كان أول المتحدثين فيه نقيب الصيادلة محمد العبابنة، ملقياً كلمة باسم اللجان الحزبية والنقابية والشعبية، وداعياً الى اسناد اللاجئين ودعمهم من اجل الوصول الى تحقيق عودتهم الى أراضيهم وبيوتهم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وألقى الأمين العام لحزب «جبهة العمل الاسلامي» حمزة منصور كلمة أكد فيها اهمية التجمع في بلدة الكرامة الحدودية «التي لقنت الجيش الاسرائيلي درساً لن ينساه»، وطلب من اللاجئين عدم الالتفات الى دعوات الاستسلام، داعياً اياهم الى التمسك بحق عودتهم واقامة دولتهم المستقلة. ورفعت لافتات تقول: «لا للتوطين ... نعم للعودة»، و«لا للوطن البديل»، و«الآن هنا وغداً في فلسطين»، وحمل الكثير من المشاركين مفاتيح قديمة لبيوت تركوها خلفهم في فلسطين فيما حمل آخرون مجسمات كرتونية لمفاتيح او رسوم تدل عليها. وفي عمان، انطلقت مسيرة بعد صلاة الجمعة أمس من ساحة الجامع الحسيني بهتاف واحد «الشعب يريد تحرير فلسطين»، وبحضور 700 شخص يتقدمهم قادة احزاب المعارضة ورفع المشاركون العلمين الاردني والفلسطيني ولافتات تؤكد التمسك بحق العودة ورفض كل مؤامرات الوطن البديل. وهتف المشاركون «بدنا نحرر فلسطين هذا اصل القضية»، و«من عمان للخليل لا للوطن البديل»، و«بكتب على المسدس حق العودة مقدس»، و«بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»، و«لا سفارة صهيونية على الارض الاردنية»، و«لا سفارة ولا سفير اطلع برا يا حقير»، و«الرابية بدها تحرير من السفارة والسفير»، و«مجلس امن يا دكان اشتروك الامريكان». والقى الامين العام لحزب الجبهة الاردنية الموحدة امجد هزاع المجالي كلمة اكدت حق العودة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ورفض كل الدعوات والمؤامرات الاسرائيلية الرامية الى احتقان الامة العربية. وأصدرت اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة فرع الاردن بياناً اكدت فيه وجود خمسة ملايين فلسطيني يحملون اسم لاجىء ولهم ارقام في سجلات الأممالمتحدة و«وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا)، ودعت اللجنة الى إسناد الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها عودته الى دياره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأدى آلاف الأردنيين صلاة الفجر أمس في مساجد المملكة استجابة لدعوات على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» لتنظيم صلوات فجر مليونية تحت شعار «الشعب يريد العودة الى فلسطين». وتجمع مصلّون بعد صلاة الفجر امام المساجد وهتفوا بعبارات «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدو يعود»، و«على القدس رايحين شهداء بالملايين»، و«لا سفارة للكيان فوق ارضك يا عمان».