كشف ملتقى «إبداع» ان نحو 82 في المئة من السعوديين، يؤمنون بدور الجمعيات والمتطوعين في إيجاد «فرص عمل من خلال التدريب والتوظيف». وقالت الناشطة في العمل التطوعي ريم العرفج، خلال مشاركتها في الملتقى: «إن الدراسات تشير إلى أن عائد القطاع التطوعي أفضل من عائد المال الذي يستخدمه القطاع الحكومي»، لافتة إلى أن القطاع الأهلي التطوعي «قادر على صنع تغير على أوجه عدة، منها خلق فرص للعمل، وتحريك الاقتصاد، إضافة إلى تدوير المال». وأوضحت العرفج، ان «حجم الاستثمار في الجهود التطوعية في السعودية يبلغ ريالاً واحداً. فيما يبلغ عائده الاقتصادي خمسة ريالات». وتقدر «القيمة النقدية للساعات التي تطوع فيها الراشدون في أميركا بأكثر من أربعة بلايين دولار». بدورها، أشارت سفيرة مؤسسة الفكر العربي في السعودية بيان حريري، خلال مشاركتها في الملتقى الذي اختتم فعالياته أول من أمس، في مدينة الخبر، إلى مسح ميداني، شمل 189 فتاة متطوعة، لتوضيح أثر العمل التطوعي على الفتيات، إذ «احتل اكتساب الخبرات أولى تلك الآثار، بنسبة 81 في المئة. وحل تحقيق الرضا النفسي في المرتبة الثانية، بنسبة 78 في المئة. وجاء إنشاء صداقات ثالثاً، بنسبة 71 في المئة. فيما يرى 4.8 في المئة انه «هدر للطاقات»، و4.2 في المئة «إضاعة للوقت». وناقش الملتقى، في نسخته الثامنة، الذي استمر على مدى ثلاثة أيام، برعاية حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف، «العمل التطوعي... فطرة إنسانية ونظرة حضارية»، بمشاركة ناشطات في الخدمة الاجتماعية والتطوع من السعودية والبحرين. واستعرضت المشاركات معوقات تواجه مشاركة الفتيات في العمل التطوعي، إذ أبرزت حلقة نقاش دارت بين داليا بادغيش ومنى شويعير، اللتين عملتا في الحقل التطوعي، والخبيرة في الموارد البشرية الدكتورة أمل شيرة، هذه المعوقات، وأبرزها «صعوبة الوصول للعمل التطوعي، وعدم تفهم المجتمع لأهميته، إذ إن مفهومه غير منتشر، إلى جانب عدم وضوح مهمات المتطوع، وقلة الاهتمام في منح ورش ودورات تأهيلية، علاوة على غياب التحفيز للمتطوعات». وطالبن بتدخل «أكبر وأعمق لوسائل الإعلام، للتعريف بالجهود التي تدور في فلك التطوع، والجهات التي تقوم بها، إلى جانب تفعيل دور مراكز الأحياء في نشر أخبار التطوع بين سكان الحي، وتعزيز الثقافة من طريق المدارس ووسائل الإعلام، للمساهمة في وصول المفهوم الصحيح إلى جميع الشرائح، إضافة إلى شرح مهمات المتطوع، والتأكيد على أهمية وجود وصف وظيفي للمهمات التي تحتاج إلى متخصصين، إلى جانب السعي لتقديم ورش للمتطوعين، وتزويدهم بمهارات أساسية وتخصصية». فيما استعرضت فعاليات اليوم الأخير للملتقى، تجارب «متميزة» في خدمة المجتمع من طريق مؤسسات تبنت العمل التطوعي، إذ أوضحت الفنانة وداد البكر، من مرسم «البيلسان للفنون الجميلة»، دور الفن في دعم العمل التطوعي. فيما أشارت مديرة جمعية «جود النسائية الخيرية» في الدمام منيرة الحربي، إلى ان العمل التطوعي «عمل بطعم العسل، تماشياً مع الأهداف النبيلة التي يسعى إلى تحقيقها». ولفتت رئيسة جمعية «ود للتكافل والتنمية الأسرية» نعيمة الزامل، إلى الدور «الكبير» الذي لعبه المتطوعون من الجنسين، في «رفع كفاءة الأداء في الجمعية»، مشيرة إلى ان الشرقية «تعج بعدد من المتطوعين، يُعد الأكبر على مستوى المملكة بعد مدينة جدة»، مشددة على أهمية «التركيز على دعم العمل التطوعي». وعزا رئيس مجلس إدارة العمل التطوعي نجيب الزامل، تأخر العالم الثالث إلى «تهميشه العمل التطوعي، واعتماده على الجانب الحكومي فقط، بخلاف الدول المتقدمة، التي تولي العمل التطوعي كل اهتمامها، وتعتمد عليه في صورة كبيرة، إلى جانب العمل الرسمي».