كشف مسح ميداني أن «اكتساب الخبرات» كان الأثر الأكبر لمشاركة غالبية الفتيات المتطوعات ب 81 % من إجابات المشاركات في العينة الاستطلاعية، فيما كان تحقيق الرضا عن النفس هو دافع 78 % من العينة. جاء ذلك مساء، أمس الأول، في اختتام فعاليات النسخة الثامنة لملتقى «إبداع» تحت رعاية حرم أمير المنطقة الشرقية، الذي نظمته «ملتقيات إبداع» بالتعاون مع جمعية العمل التطوعي تحت عنوان «العمل التطوعي.. فطرة إنسانية.. ونظرة حضارية». وقالت سفيرة مؤسسة الفكر العربي المتطوعة بيان حريري إن المسح الميداني الذي شمل 189 فتاة متطوعة أوضح كذلك أن إنشاء الصداقات جاء ثالثا بنسبة 71 %، فيما حل هدر الطاقات رابعا ب 4.8 % وإضاعة الوقت أخيرا ب 4.2 %. من جانبهن انتقدت عاملات في الحقل التطوعي غياب التحفيز من قبل المؤسسات الاجتماعية وصعوبة الوصول إلى الجهات التي تدعم هذا العمل، مشيرات إلى وجود ضبابية في تحديد المهام الموكلة إليهن؛ مما قد يعرضهن للاستغلال من قبل هذه المؤسسات التي تصل إلى درجة معاملتهن كالموظفين الرسميين. وأشارت خبيرة الموارد البشرية الدكتورة أمل شيرة إلى وجود جملة من المعوقات التي تحد من مشاركة الشابات العمل التطوعي. أما داليا بادغيش ومنى شويعير فذكرتا أن مفهوم العمل التطوعي غير منتشر في المجتمع، إلى جانب عدم وضوح مهام المتطوع وقلة الاهتمام بإقامة الورش والدورات التأهيلية للمتطوعات، علاوة على غياب التحفيز للمتطوعات وصعوبة الوصول للعمل التطوعي. وطالبن بتدخل أكبر وأعمق لوسائل الإعلام للتعريف بالجهود التي تدور في فلك التطوع، إلى جانب تفعيل دور مراكز الأحياء في هذا الجانب. فيما طالب المخرج بدر الحمود بأن يخرج الإعلام من دائرة إبراز العمل التطوعي إلى التقويم ونقد الظواهر الشائبة المصاحبة له، مشيرا إلى أن الإعلام السعودي أبرز التطوع وكأنه موضة أو طفرة شبابية: «من المهين أن يتصور المتطوع الجديد أو الإعلام أن التطوع أمر مستحدث، بل هناك شكل شبابي جديد بمعنى أدق، ومن الخطأ نسف جميع الجهود والمدارس القديمة التي مارسته تحت اسم العمل الخيري الرسمي». فيما أبانت الناشطة ريم العرفج أن الدراسات أشارت إلى أن عائد القطاع التطوعي أفضل من عائد المال الذي يستخدمه القطاع الحكومي، فالأول قادر على صنع تغيير على عدة أوجه منها خلق فرص للعمل وتحريك الاقتصاد علاوة على تدوير المال: «القيمة المالية المقدرة للجهود التطوعية في السعودية تبلغ ريالا واحدا، بيد أن عائده الاقتصادي يبلغ خمسة ريالات». لافتة إلى أن أمريكا أنفقت خلال 2004 نحو 241 مليون دولار، أي 2.5 % من إجمالي الناتج القومي، وقفز هذا الرقم خلال 2006 إلى 295 مليارا، وتقدر القيمة النقدية للساعات التي تطوع فيها الراشدون أكثر من أربعة مليارات دولار، لافتة إلى أن 82 % من السعوديين يؤكدون على دور الجمعيات والمتطوعين في إيجاد فرص عمل من خلال التدريب والتوظيف. من جانب آخر أوضح نجيب الزامل رئيس مجلس إدارة العمل التطوعي أن واحدة من أسباب تأخر العالم الثالث هو تهميشها العمل التطوعي والاعتماد على الجانب الحكومي فقط على عكس الدول المتقدمة. واختتمت الفعاليات باستعراض تجارب شبابية متميزة لعدد من الفرق التطوعية وهي «نماء الدرر» و«بصمة بنات» و«كيدز ليفرز» و«نادي أم الساهك» و«فطور الناجحات» وفريق «لنسعدهم».