يُتوقع ان ينعكس التراجع النسبي للطلب الدولي على الخام انخفاضاً في قدرات دول منظمة «اوبك» على الانفاق وتمويل الالتزامات الجديدة التي تواجهها لتصحيح اقتصاداتها وضخ الاموال في البرامج الاجتماعية والانمائية. وللمرة الاولى منذ 2009 لم يرتفع الطلب في آذار (مارس)، الشهر القياس بسبب برودة الطقس في اكبر الدول استهلاكاً. ومع تراجع نسبي لاسعار النفط تفيد توقعات بان اسعار المواد الاولية والغذاء ستتجه مجدداً الى الارتفاع ما يزيد نسبة التضخم فيها الى نحو27 قي المئة كمعدل وسطي في السنتين الاخيرتين، وما سييؤثر سلباً في قدرات الدول العربية التي تنفق مبالغ باهظة على دعم القمح والشعير وبعض الحبوب والسلع الاساسية الضرورية، وقد يضطرها الى اللجوء الى الاحتياط او الى الاسواق الدولية للاقتراض. وكانت وكالة الطاقة الدولية خفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذه السنة بسبب استمرار ارتفاع الاسعار وتراجع توقعات النمو في الاقتصادات المتقدمة. وذكرت الوكالة، في تقريرها الشهري، ان أسعار النفط المرتفعة قد تحد من الانتعاش الاقتصادي الهش. وقال ديفيد فايف رئيس قطاع النفط والاسواق في الوكالة: «شهدنا بوضوح تباطؤ نمو الطلب بالمقارنة مع مستويات العام الماضي. ونرى ذلك يتركز بدرجة كبيرة حيث يكون أثر الاسعار مباشراً خصوصاً في أميركا الشمالية». ومع ان خفض التوقعات لا يتجاوز 190 الف برميل يومياً الا ان ربطه بالاسعار مؤشر على ضعف الاقتصادات الدولية، ما يعني على المدى الطويل خفض الطلب ومن ثم تراجع الاسعار. وسيرتفع الطلب الدولي السنة الجارية من 87.9 مليون برميل يومياً في 2010 الى 89.2 مليون برميل يومياً في 2011. ويمكن لعودة الانتاج الليبي، ولو جزئياً، في النصف الثاني من السنة، الى الضغط على الاسعار مجدداً ودفعها الى الهبوط. وانعكس تقرير الوكالة امس تراجعاً في سعر الخام الاميركي الخفيف في بورصة نيويورك بنحو 2.96 دولار الى 95.25 في حين تراجع خام القياس الاوروبي «برنت» نحو دولارين الى 110.94 دولار دولار لعقود حزيران (يونيو) المقبل. وهبطت مؤشرات البورصات الآسيوية بنسبة 1.6 في المئة ما دفع مؤشر «اف تي اول ورلد» الى التراجع 1.1 في المئة، عاكساً الخسائر في البورصات الاوروبية والاميركية التي اقفلت ومؤشراتها حمراء دليل الخسائر. ولم ينج الذهب من الخسائر وتراجع سعر الاونصة الى 1484 دولاراً ظهر امس. كما تأثرت اسعار الفضة والنحاس والبلاتين وغيرها من السلع الاساس. ومع ان اليورو سجل خسائر ملموسة صباحاً عندما قارب مستوى 1.40 دولار الا انه عاد بعض الظهر ليقلص خسائره أمام الدولار بعدما رسمت بيانات طلبات البطالة ومبيعات التجزئة الاميركية صورة متباينة للاقتصاد. وتراجعت العملة الاوروبية الموحدة لفترة وجيزة الى 1.4142 دولار من 1.4150 دولار قبل البيانات، وفي وقت لاحق ارتفعت الى 1.4168 دولار. وتراجعت طلبات اعانة البطالة في الولاياتالمتحدة بشكل حاد الاسبوع الماضي بعد زيادة كبيرة مفاجئة في الاسبوع الاسبق كما ان مبيعات التجزئة الاميركية سجلت في نيسان (ابريل) أقل زيادة في تسعة شهور.